أشارت 391831 وثيقة اعتبر انها «اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ» كدفعة جديدة من الوثائق العسكرية الاميركية الخاصة بالحرب على العراق غطت الفترة من الأول من يناير 2004 الى 31 ديسمبر 2009 نشرها موقع ويكيليكس الإلكتروني wikileaks
،الى ان القيادة العسكرية الأميركية في العراق كانت على علم بانتهاكات حقوق الانسان وأعمال التعذيب التي كان المعتقلون يتعرضون لها في السجون العراقية، لكنها فشلت في التحقيق فيها، وكذلك أعداد القتلى العراقيين ونسبة المدنيين منهم و«حرب الظل» بين الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية وتورط كبار المسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم نوري المالكي رئيس الوزراء الذي ارتبطت به قوات خاصة ( الفرقة القذرة ) التي يديرها ضابط برتبة عالية ( ط.ب) وضلوعها في الأنتهاكات وغيرها من الأسرار.
وفي هذا الصدد، أعلن مؤسس الموقع جوليان اسانج «في مؤتمر صحفي ولم يعلن عنه حتى اللحظة الاخيرة وعقد في فندق كبير وسط لندن»، ان «نشر الوثائق يستهدف كشف الحقيقة»، واضاف: في زمن الحرب، تبدأ الهجومات على الحقيقة قبل بداية الحرب وتستمر بعدها.
المواقف من نشر الوثائق
وفي الوقت الذي أتسمت فيه المواقف الدولية بالأيجابية والمطالبة بالتحقيق . وصدور بيانات عن منظمات حقوق الأسان والأمم المتحدة والأدارة االأمريكية بأتجاه فتح تحقيقات واسعة ستبدأ من الآن . نجد مقابل ذلك الموقف العراقي الحكومي يتسم بالتقليل من شأن هذه الوثائق ومحتوياتها وأعتبارها ليست ذات أهمية ولايمكن أدانة أحد بها .وهذا الموقف يذكرنا حينما كانت المعارضة العراقية ومنها حزب المالكي تنشر تقارير المقرر العام لحقوق الأنسان في االأمم المتحدة أيام حكم صدام كانت الحكومة في بغداد أنذاك تستخف بتلك التقارير وتعتبرها ( فقاعات ) . ورغم ان بيان رئيس الوزراء نوري المالكي أظهر حرصا انسانيا على ضحايا التعذيب وقال انه سيقف مع التحقيقات التي تدين التجاوزات , لكنه وصف الأتهامات الموجهة له ولحكومته ولأجهزته الأمنية بـ( الفقاعات ) وسبحان الله دائما الحكام حين يتناوبون على السلطة على مر الأزمان يستخدمون لغة واحدة لاتتغير , وتساءل مراقبون : مادامت هذه الوثائق ومحتوياتها ( فقاعات ) فعلام يصدر رئيس الوزراء بيانا حماسيا يدين به أعمال التعذيب والأنتهاكات ويظهر وكأن حكومته كانت حريصة على عدم ايذاء المواطتنين وعدم أنتهاك حقوقهم ؟
أرقام القتلى
وافاد موقع ويكيليكس في بيان له ان الوثائق التي تعرض بالتفصيل مقتل 66081 مدنيا في حرب العراق. وجاء فيها أن حوالي 15 ألف عراقي من المدنيين قتلوا في حوادث متفرقة وغير معلومة، كما تم تسجيل 66 ألف حالة وفاة في حوادث غير قتالية من بين 109032 قتيلا في العراق. ومن أصل الرقم هناك 15000 قتيل مدني لم يكشف عنهم حتى الآن أكدت الوثائق سقوطهم خلال غزو العراق وبعده.
بينما تفيد آخر الارقام الصادرة عن الجيش الاميركي في نهاية يوليو 2010، ان نحو 77 الف عراقي قتلوا بين يناير 2004 وأغسطس 2008 وهي الفترة الاكثر دموية خلال سبع سنوات من الحرب.
قتل عشوائي وانتهاكات
وفيما يتعلق بالضحايا المدنيين، ذكرت الوثائق أن البنتاغون كان يخفي طيلة الوقت الأرقام الفعلية لعدد الضحايا المدنيين من الشعب العراقي، فقد ظل المدنيون بينهم النساء الحوامل والعجائز والأطفال وحتى المرضى النفسيون يقتلون طيلة سنوات الحرب على نقاط التفتيش العسكرية وبنيران الطائرات الأميركية.
وذكر ويكيليكس: «توجد تقارير عن قتل مدنيين بشكل عشوائي عند نقاط تفتيش .. ولمعتقلين عراقيين يعذبون على يد قوات الأحتلال ، وعن جنود اميركيين يفجرون مباني مدنية بالكامل بسبب وجود متمرد واحد مشتبه فيه على السطح». كما تكشفت الوثائق عن حادثة وقعت في يوليو 2007 قتل فيها 26 شخصا، نصفهم من المدنيين، عندما أطلقت طائرة عمودية الرصاص باتجاه الضحايا.
الأباتشي ومصير الرجلين
وتظهر وثيقة أخرى إطلاق الرصاص من طائرة أباتشي أميركية على رجلين كانا قد أطلقا قذائف مورتر على قاعدة عسكرية في بغداد، إلا أن الوثائق تظهر أن إطلاق الرصاص على الرجلين تم برغم محاولتهما الاستسلام.
وتظهر الوثيقة تسجيلا بين فريق الطائرة الأباتشي يسأل محاميا عما إذا كان من الواجب قبول استسلام الرجلين، وكان الرد هو عدم قبول ذلك وأنه يمكن اطلاق النار باتجاههما.
قطع أصابع المعتقل.. وحرقه
وحسب الوثائق تلقت قوات الأحتلال الاميركية شريطا مصورا لعملية قتل احد المعتقلين من قبل ضباط عراقيين في حكومة المالكي في احد السجون في بلدة تلعفر (شمال)، وانها تسلمت احد الضباط المتورطين في عملية القتل وان قوات االأحتلال كانت تتبع سياسة تجاهل هذه الحوادث او تسليم المتهمين بهذه الانتهاكات الى الحكومة العراقيةالتي لم تفعل شيئا بالطبع وتشير الوثائق إلى ان ضباطا عراقيين في حكومة المالكي قاموا بقطع أصابع معتقل عراقي وحرقه باستخدام الحامض.
كما نشرت وثائق جديدة عن ضحايا «الشركة الامنية الاميركية الخاصة» بلاكووتر من المدنيين.
الدور الإيراني في تسليح فرق الموت
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز مقتطفات من الوثائق تشير الى دور الحرس الثوري الايراني في عمليات الاغتيال والتفجيرات في العراق. وتشير الوثائق الى اعترافات معتقلين تلقوا تدريبا في ايران، والى اسلحة عثرت عليها القوات الاميركية مصدرها ايران.
وتذكر الصحيفة ان دور فيلق القدس في الحرس الثوري في دعم وتسليح الميليشيات العراقية كان هدفه اشعار الاميركيين بانهم لا يسيطرون على الوضع في العراق.
وقالت صحيفة الغارديان ان تقارير المخابرات العسكرية التي نشرها ويكيليكس تذكر بشكل مفصل المخاوف الاميركية من قيام عملاء ايرانيين بتدريب وتسليح وتوجيه فرق الموت في العراق.
واشارت الى تقرير بتاريخ 31 اكتوبر 2005 اوضح ان فرق الحرس الثوري الايراني «توجه عمليات اغتيال برعاية ايرانية في البصرة».
قتلوا الجندي الايراني
ومن الوثائق التي نشرت، تقرير ميداني يصف حادثا وقع على الحدود العراقية - الايرانية في السابع من سبتمبر 2006 عندما صوب جندي ايراني قاذفة صواريخ على وحدة اميركية كانت تقوم بدورية على الجانب العراقي، واطلق الجنود الاميركيون النار من رشاش على الجندي الايراني وقتلوه، حسب التقرير.
وأكدت واحدة من هذه الوثائق ان الايرانيين كانوا يخططون ايضا لضرب «المنطقة الخضراء» في بغداد التي تضم المباني الحكومية الرئيسية والسفارات الغربية، وذلك بواسطة صواريخ وسيارات مدرعة ملغمة بأسلحة كيميائية. وأشارت وثيقة أخرى إلى خطط لاستخدام إيران صواريخ مزودة بعناصر «مسببة لشلل الأعصاب».
ونقلا عن الوثائق، كتبت نيويورك تايمز أن الهجمات التي تدعمها إيران تواصلت بعد تولي باراك أوباما الرئاسة، موضحة أنه ليس هناك اي اشارة إلى أن لهجته التصالحية أدت إلى تغيير في دعم طهران للميليشيات