إن هناك مواطن كثيرة تستحب فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم نجملها إزاء النقاط الآتية:
• يوم الجمعة وليلتها، إذ روى النسائي بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم أمر بالإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة، وورد ليلتها أيضًا.
• عند سماع ذكره أو كتابته لحديث: ((رغم أنف امريء ذكرت عنده ولم يصل عليّ)).
• عند دخول المسجد بأن يقول: بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنبي وافتح لي أبواب رحتمك، وعند الخروج كذلك إلا أنه يقول: وافتح لي أبواب فضلك بدل رحمتك.
• وبعد التكبيرة الثانية من صلاة الجنائز، إذ الأولى يقرأ بعد الفاتحة، والثانية يصلي بعدها على النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم الصلاة الإبراهيمية وهي التي يصلي بها في التشهد الأخير من كل صلاة فريضة أو نافلة.
صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
لقد ورد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم صيغ كثيرة بعضها مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضها مأثور عن السلف الصالح، وبعضها محدث مبتدع ( )، ونظرًا لذلك فإنا نكتفي بذكر أعلى الصلاة وذكر أدناها، فأعلى الصلاة وأفضلها على الإطلاق الصلاة الإبراهيمية التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ما تقدم قريبًا إذ قال لهم: ((قولوا اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)), وأدنى الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم: اللهم صل على محمد وسلم تسليمًا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} .
فاللهم صل علي محمدٍ عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .
وجوب الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم:
{
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56) } الأحزاب.
بها يطيب السمر ويحلو الحديث ويحلّ الأنس وتحصل البركة وتنزل السكينة، وهي علامة الحب وشاهد المتابعة وبرهان الموالاة ودليل الصلاح وطريق الفلاح، يقول صلى الله عليه وسلم: ( من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه عشر درجات، وكتبت له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات)) أخرجه النسائي في الكبرى وفي عمل اليوم والليلة عن أنس بن مالك.
وقال
(أكثروا عليّ من الصلاة ليلة الجمعة ويوم الجمعة)) أخرجه ابن عدي في الكامل 3\102 والبيهقي في الكبرى 5790 وفي الشعب 3030 عن أنس بن مالك وانظر كشف الخفاء 1\190.
وقال:" رغم أنف من ذكرت عنده ولم يصلّ عليّ" أخرجه أحمد 7402 والترمذي 3545 والحاكم 2016. وروي مرفوعا:" البخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ" أخرجه أحمد 1738 والترمذي 3546 عن علي رضي الله عنه وانظر كشف الخفاء 1\332.
وورد:" إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني من أمتي السلام" أخرجه أحمد [3657، 4198] والنسائي 1282 والدارمي 2774 والحاكم 3576 عن عبدالله بن مسعود.
ولما قال أبيّ بن كعب: سوف أجعل لك صلاتي كلها، أي دعائي، قال:" إذن يغفر ذنبك، وتكفي همّك" أخرجه الترمذي 2457.
فيصلى عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول والثاني، وعند ذكره، وفي خطبة الجمعة، والعيد، والاستسقاء، وفي خطبة النكاح، وفي مجلس العلم والمواعظ، والكتب والرسائل، والمعاهدات، والصكوك، وعند لقاء الأحباب، وعند الوداع، وفي الدعاء وأذكار الصباح والمساء، وعند نزول الهموم وترادف الغموم وفقد الأغراض وتزاحم الكرب وحدوث المصاب ووصول المبشرات، وعند تأليف الكتب وشرح حديثه وكتابة سيرته وذكر أخباره وقصصه.. إلى غير ذلك من المناسبات...
فصلّى الله عليه وسلم ما زهر فاح، وبلبل صاح، وسر باح، وحمام ناح، وصلى الله عليه وسلم ما نسيم تدّفق وما دمع ترقرق، وما وجه أشرق، وصلى الله عليه وسلم ما اختلف الليل والنهار، وهطلت الأمطار، ودنت الثمار واهتزت الأشجار، وصلى الله عليه وسلم ما بدت النجوم، وتلبدّت الغيوم وانقشعت الهموم، وتليت الأخبار والعلوم، وعلى آله الطيبين الأبرار، وأصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم واقتفى الك الآثار.
رزقنا الله وأياكم حب نبيه وحسن اتباعه ظاهراً وباطناً وحشرنا في زمرته مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .