تعد وسائل الإعلام الأداة التي يتم عن طريقها إبلاغ رسالة الإعلان ونحن نعلم إن الإعلان هو نشر المعلومات والبيانات عن السلع أو الخدمات أو الأفكار في وسائل الإعلام المختلفة لخلق حالة من الرضا النفسي في الجمهور بقصد بيعها أو المساعدة في بيعها أو تقبلها أو الترويج لها نظير دفع مقابل.
ولقد تطور الإعلان (في مجال العلاقات العامة بصفة خاصة) من مجرد أداة لزيادة الإنتاج والتوزيع الى اعلام عن وظيفة المؤسسة في المجتمع والدور الذي تلعبه في الحضارة وذلك بغية كسب الرأي العام وهكذا اصبح الاعلان عن وظيفة هامة من وسائل العلاقات العامة من اجل التسويق وترويج المنتجات ومن اجل الاعلام وشرح وجهات نظر المؤسسة وتفسير سياستها وأعمالها وبهذا أصبح إعلانا إعلاميا.
الإعلام والدعاية
يقدم الاعلام حقائق مجردة بعضها سار وبعضها غير سار وليس للاعلامي غرض معين ينشره على الجمهور الا الاعلام في حد ذاته والافكار التي ينقلها الاعلامي تكون موضوعية تماماً.
اما في الدعاية فاننا نجد ان الداعية يستخدم حقيقة مجردة ويستغلها بطريق مباشر في تأييد وجهة نظره والقضية التي يعالجها ويهدف الداعية الى هدف معين وهو الترويج لفكرة او مذهب سياسي والاستحواذ على زمام فكر الافراد والجماعات او دفهم الى سلوك معين عقدت النية على تنفيذه( ولهم في الاصل الحرية في القيام به او عدم القيام به) وعلم النفس الاجتماعي يرى في الدعاية محاولة للتأثير في اتجاهات الناس وآرائهم ومن ثم في سلوكهم حيث تأخذ الوجهة التي يرغب فيها الداعية ويحدث هذا عن طريق الايحاء اكثر ممايحدث بواسطة الحقائق والمنطق وبهذا تصبح الدعاية نوعاً من الاعلام اذا قام بها رجال الاصلاح والدعوة والفكر لاجتذاب الافراد والجماعات الى مبادئ جديدة معتمد على الحقيقة.
- الإعلام السلطة الرابعة
يمارس الإعلام سلطته عبر الضغوط وضغط الإعلام من خلال صنع الدعاية* المركزة والإعلان المشوق الجذاب .
كيف يمكن مواجهة ضغوط الإعلام والدعاية ؟
عن طريق نشر الوعي بين أفراد المجتمع وعدم الانسياق وراء الدعايات المروضة ووضع رقابة على وسائل الإعلام .
سيكولوجية الاعلام
تعد عملية الاعلام عملية اتصال بين مرسل (الاعلام) ومستقبل (الجمهور) عن طريق وسيلة اعلامية(الصحيفة او الاذاعة او التلفزيون او السينما) تنتقل بواسطتها الرسالة الاعلامية (في شكل رموز لغوية ومصورة) من طرف الى آخر ويقوم الجهاز العصبي بالدور الرئيس في استيعاب الرسالة الاعلامية كونها مثيرا يستجيب له الافراد او الجماعات.
تتضمن الاستجابة للرسالة الاعلامية عمليات نفسية كثيرة فالرسالة الاعلامية (كمثير) لكي يستجيب لها المستقبلون الاستجابة المرجوة لابد ان تكون شيقة غير مملة تتناسب مع مكونات شخصية الفرد وتتفق مع طابع الشخصية والمجال النفسي الذي يعيش فيه الفرد والجماعة، والدوافع والغرائز والحاجات، والخبرة وحيل الدفاع والتعليم وغير ذلك من محددات الاستجابة ،كذلك فأن الاستجابة للرسالة الاعلامية تتوقف على ما اذا كانت الرسالة بسيطة او مركبة ،مباشرة او غير مباشرة، كافية ام غير كافية،واضحة او غامضة...الخ.
ونعرف ان من اهم عوامل الشخصية العوامل الجسدية والفسيولوجية،مثل الصحة والجهاز العصبي والحواس، والعوامل العقلية المعرفية مثل الذكاء والقدرات والتحصيل والاستعداد والتفكير والانتباه ،والعوامل الاجتماعية مثل المناخ الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية والمعايير والاتجاهات والادوار والعوامل الانفعالية مثل الثبات الانفعالي او عدمه او الحب والكره، ومن عوامل المجال النفسي الشخصيات سواء كانوا افراداً او جماعات والثقافة المادية وغير المادية، والبيئة السلوكية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك من عوامل مثل مراحل النمو والنضج النفسي والمهنة ومن العوامل المهمة والدوافع والغرائز والحاجات (الاولية والثانوية)مثل الحاجة الى الحب والانتماء والتقدير والنجاح والمركز والسلطة...الخ، والخبرة(تذكر الماضي وادراك الحاضر وتخيل المستقبل) والتعلم(والتعزيز) وحيل الدفاع الانسحابية مثل(التبريروالانكار والنكوص والنسيان) والعدوانية مثل (العدوان والاسقاط) والابدالية مثل(الازاحة والاعلاء والرمزية والتعويض) ومن العوامل الهامة ايضاً الصحة النفسية والتوافق النفسي ونظام التربية ومفهوم الذات...الخ.