المنتدى التربوي الشامل - علوم بلا حدود
المنتدى التربوي الشامل - علوم بلا حدود
المنتدى التربوي الشامل - علوم بلا حدود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى التربوي الشامل - علوم بلا حدود

منتدى كل العرب والمسلمين لبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مفهوم جودة التعليم في التصور الإسلامي :

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مصطفى دعمس

مصطفى دعمس


عدد المساهمات : 221
تاريخ التسجيل : 17/09/2010
الموقع : http://ar.netlog.com/mustafademes/blog/blogid=1838524#blog

مفهوم جودة التعليم في التصور الإسلامي : Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم جودة التعليم في التصور الإسلامي :   مفهوم جودة التعليم في التصور الإسلامي : Icon_minitimeالجمعة 24 سبتمبر 2010, 00:56


تحرص المجتمعات المعاصرة على تطوير نظمها التعليمية وتحقيق أعلى درجات الجودة في المخرج التعليمي وقد أصبحت قضية جودة التعليم موضع اهتمام المعنيين بالتعليم على الصعيدين الإقليمي والعالمي ، حيث يرى الكثيرون أن السبيل لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين يتمثل في رفع جودة نوعية التعليم وتحسين مخرجاته .
ونحن المسلمين على جانب كبير من التقصير في الأخذ بأسباب الإتقان في جميع جوانب عملنا بما في ذلك التعليم ، على الرغم أننا أولى بالاحتكام إلى مقاييس ومعايير الجودة التي أكّد عليها وحددها الإسلام ، فنحن مطالبون أن نتقن عبادتنا وأخلاقنا وأعمالنا وأن نحسن في أقوالنا وأفعالنا وأداءنا ، وإذا كان الدين الإسلامي بطبيعته منهاج حياة شامل لجميع جوانب الحياة ، فإننا مطالبون بإحسان هذا الدين كما جاء في قوله عز وجل : " وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ " (النساء ، آية : 125)
وقد ثبت بالدليل القاطع ، أن التعليم الإسلامي الجيد ، هو الذي أنتج لنا حضارة سامقة متميزة ، نعمت بها البشرية لقرون طويلة ، وحققت لأصحابها ولغيرها من الشعوب التقدم العلمي والحضاري ولولا الفساد السياسي وما ترتب عليه من ضعف اقتصادي وتوالي الغزوات والحروب من الخارج إلى بلاد المسلمين ، لما ضعف التعليم وفقد عناصر جودته ولما وصل المسلمون إلى هذا المستوى من التردي في جميع مجالات الحياة. (طعيمة وآخرون، 2006 : 205)
إن التعليم الذي تنشده الأمة اليوم ، هو الذي يجمع بين العلم والتكنولوجيا وحرارة الإيمان والاستعداد لحمل وتبليغ رسالة الإسلام ، رسالة العدل والحرية والمساواة والفضيلة وإنسانية الإنسان ، والجودة الشاملة للتعليم ، لا بد أن تتضمن هذا كله ويكون هدفها الأصيل من التعليم . (البيلاوي ، 2006 : 187)
وتشير نتائج الكثير من الدراسات الميدانية - التي أجريت في بلاد المسلمين – إلى تدنّي نوعية التعليم ونمطيته ومن أبرز مظاهر ذلك ، ضعف القدرات التي يبنيها التعلم في عقل وشخصية الطالب (تقرير التنمية الإنسانية العربية ، 2002 : 5 ، 6) وكان مما دفع الدول النامية ودول العالم الثالث للاهتمام بتحسين نوعية التعليم ، هو الشعور بعدم فعالية النمط التعليمي السائد فيها ، مما أدى إلى تخلفها عن ركب التقدم والمدنية وإخفاقها في تحقيق التنمية المنشودة ، في حين تتسابق الدول المتقدمة إلى تحسين التعليم سعياً لتحقيق التفوق وبلوغ الصدارة بين الأمم (ناصر ، 1996 : 166) ، وصحب ذلك جهود عالمية واسعة لإصلاح التعليم وتنادت الدعوات في مختلف الدول لإصلاح النظم التعليمية ، بحيث تستند العملية إلى تقويم يكشف عن عناصر القوة والضعف في النظم المطبقة (مصطفى ، 2002 : 32) .
حث القرآن الكريم على تلقي العلم المقترن بالإيمان " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " (المجادلة ، آية : 11) . وجاء في الحديث الشريف " طلب العلم فريضة على كل مسلم " (ابن ماجة ، ب.ت ، ج1 : 181) .
ولأن طلب العلم فريضة فهو عبادة ، ذلك أن حقائق العلم ، هي آيات الله والتأمّل في آيات الله والانتفاع بها في عمارة الأرض ، وظيفة الإنسان والغاية من خلقه.(مدكور، 1990 : 283)
وبناءً عليه كان التعليم حقاً لكل مسلم بمعنى " إلزام فريق من المسلمين المتعلمين ، بتعليم غيرهم ممن لا يعلمون ، لا على أساس أن ذلك منّة يمنون بها عليهم ، ولكن على أساس أن ذلك حق لهم " . (علي ، 1999 : 21)
ورغب الإسلام بالسعي إلى تحصيل العلم ، ويتضح ذلك م خلال قوله  : " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة " . (مسلم ، ب.ت ، ج4 : 2074)
ويقصد بالتعليم عملية إكساب مهارات عقلية أو يدوية أو بدنية (قمبر وآخرون، 1989 : ص ص ، 23 ، 24) .
ويستخدم مصطلح التعليم للدلالة على تنمية الجانب المعرفي المتمثل في طلب العلم ، والتعليم عبارة عن " عملية توفير الشروط المادية والنفسية التي تساعد المتعلم على التفاعل النشط مع عناصر الموقف التعليمي واكتساب الخبرات والمعارف والمهارات والاتجاهات والقيم التي يحتاجها المتعلم وذلك بأبسط الطرق الممكنة " (راشد ، 1993 : 73) ، وقد استخدم هذا المصطلح من علماء المسلمين قديماً ، العالم برهان الدين الزرنوجي المتوفى سنة (620هـ) في كتابه (القيم وتعليم المتعلم في طريق التعلم) ، وشيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري الشافعي المتوفى سنة (926هـ) في رسالته (اللؤلؤ المنظوم في روم التعلم والتعليم) ، وكذلك الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت المتوفى سنة (150هـ) في رسالته (العلم والمتعلم) .
واعتبر الإمام أبي حامد الغزالي المتوفى سنة (1059هـ) أن " صناعة التعليم هي أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترفها " . (ناصر ، 1989 : 14) . وأخبر المولى سبحانه وتعالى عن منّته ونعمته العظيمة بأن بعث نبيه محمداً  رسولاً ومعلماً " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ " (الجمعة ، آية : 2) . وأفصح الرسول  عن جوهر رسالته من خلال قوله: "إن الله عز وجل لم يبعثني معنفاً ولكن بعثني معلماً ميسراً" . (ابن حنبل ، ب.ت ، ج3 : 328).

مفهوم الجودة :
الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً وفلسفةً للكون والإنسان والحياة هو كمال الجودة والإبداع، ذلك أن الإسلام دين الله جلت حكمته " بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ " (البقرة ، آية : 117) .
إن مفهوم الجودة حاضرٌ في كل تعاليم الإسلام بكل مضامينه وهو يمثل قيمة إسلامية وقد حث القرآن الكريم على الجودة الشاملة في كل الأعمال التي يفترض أن يقوم بها الإنسان ويفهم ذلك من خلال قوله عز وجل : " لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ " (البقرة ، آية : 177) .
وقد ارتبط مصطلح الجودة في الإسلام بمفردات ومفاهيم أخرى ذات علاقة ، يتعرض لها الباحثان من باب الاستجلاء والتوضيح والمقارنة ، ولعل من أبرز هذه المصطلحات الإحسان والإتقان ، فالجودة في اللغة أصلها الاشتقاقي (ج و د) وهو أصل يدل على التسمح بالشيء وكثرة العطاء . (ابن فارس ، 1991 ، ج1 : 493)
وجاد الشيء جوّده أي صار جيداً وأجاد : أتى بالجيد من القول والفعل ، ويقال : أجاد فلان في عمله وأجود وجاد عمله . (ابن منظور ، 2003 ، ج2 : 254 ، 255)
وأجاد الشيء جَوده تجويداً واستجاده عدّه جيداً وجمع الجود جياد.(الرازي،ب.ت: 75)، والجيد ضد الرديء ورجل مجيد : أي يجيد كثيراً . (الزبيدي ، ج4 : 403 ، 404)
وجاء في محكم التنزيل : " إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ " (ص، آية : 31) والجياد في الآية السابقة بمعنى الجيدة في الجري والسريعة في الانقياد وكثيرة العطاء والرائعة في الجمال (القرطبي ، 2002 ، ج8 : 161 ، 162) .
وجاد الفرس : أي صار رائعاً يجود جودةً . (ابن منظور ، 2003 ، ج3 : 135 ، 136)
ومن خلال العرض السابق لمعاني الجودة من ناحية لغوية يتضح أنها تتضمن الأداء الجيد والعطاء الواسع المستمر الذي يتصف بالروعة والجمال .

مفهوم الإحسان :
وردت مشتقاته في القرآن الكريم مرات كثيرة ، تارة بصيغة المصدر وتارة بصيغ الفاعل ولم ترد بصيغة الأمر إلا مرة واحدة مخاطباً فيها الجماعة " وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (البقرة ، آية : 195) .
والعمل الحسن كما أخبر المعصوم  عمل يحبه الله عز وجل " إن الله تعالى يحب من العامل إذا عمل أن يحسن " (الألباني ، ب.ت ، ج1 : 278) .
والإحسان في لغة من أحسن : فعل ما هو حسن وأحسن الشيء أجاد صنعه .
(أنيس وزميله ، 1972 : 74)
والإحسان بمعنى النصح في العبادة وبذل الجهد في تحسينها وإتمامها وإكمالها . (البدر ، 2003 : 26)
وعرف الإحسان بأنه " إحكام العمل وإتقانه ومقابلة الخير بأكثر منه والشر بأقل منه " (حجازي ، 1982 ، ج1 : 459) .
وحث الرسول  على معاملة الناس بالحسنى والتزام الأخلاق الحسنة معهم "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن". (الترمذي، ب.ت، ج3: 423)
فالإحسان في العمل ذو شقين ، الأول استخدام أقصى درجات المهارة والإتقان فيه وأما الشق الثاني فهو التوجه بالعمل لله عز وجل . (مدكور ، 1992 : 57)
ويؤكد ذلك ما جاء في حديثه  " إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " (مسلم ، ب.ت ، ج6 : 72) ، فالحديث السابق يدلل على الإتقان في العمل كما يشير إلى توفير الأداة الفاعلة والمجيدة لتنفيذ المهمة على أكمل وجه .
وبالإجمال فإن الإحسان يتضمن معنى التمام والإكمال وفعل الشيء الجيد وإتقان العمل وإخلاصه لله عز وجل ، وبذلك تكون الجودة مظهراً من مظاهر الإحسان وثمرة من ثماره .
مفهوم الإتقان :
الإتقان في اللغة من أتقن الشيء أحكمه وإتقانه إحكامه ، فالإتقان الإحكام للأشياء
(ابن منظور ، 2003 ، ج3 : 73) .
وجاء في محكم التنزيل : " كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ "
(هود ، آية : 1) .
فالإتقان أحد مظاهر ومؤشرات الحكمة في العمل ، والحكيم هو المتقن للأمور (السعدي، 2002 : 392) ، ورجل تقن متقن للأشياء حاذق (ابن منظور ، 2003 ، ج3 : 73) .
والإتقان بمعنى الإحسان والإحكام للشيء (القرطبي ، 2002 ، ج7 : 17) ، وجاء في قوله تعالى : " لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " (التين ، آية : 4) ، ولفت ربنا سبحانه وتعالى انتباه عباده إلى إتقان صنعته في خلقه بقوله : " صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ " (النمل ، آية : 88) ، وبين رب العزة في كتابه الحكيم بعض مظاهر إبداعه وإتقانه في هذا الكون الرحيب " وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ " (ق ، الآيات : 7-Cool .
ومن المؤشرات الدالة على الإتقان أداء الشيء بمهارة كما جاء في الحديث الشريف "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ". (مسلم ، ب.ت ، ج1 : 549)
يتضح مما تقدم أن الإتقان مفهوم يتضمن إحكام الشيء وإحسانه وأداء العمل بمهارة ويشير (محجوب ، شبكة الإنترنت ، 2007) إلى أن " هناك علاقة متداخلة بين الإتقان والإحسان غير أن الإتقان عمل يتعلق بالمهارات التي يكتسبها الإنسان فيما الإحسان قوة داخلية تتربى في كيان المسلم وتتعلق في ضميره وتترجم إلى مهارة يدوية ، فالإحسان أشمل وأعم دلالة من الإتقان.
وبالإجمال يمكن القول ، أن الجودة تعني إجادة العمل والإتقان درجة عالية في الجودة والإحسان مرادف للإتقان غير أن الأخير أخص من حيث الدلالة لكونه يتضمن حذق الشيء والمهارة في أداءه وإحكامه ويبقى الإحسان هو الأصل الذي ينبثق عنه فعل الصواب وجودة العمل وإتقانه ، بصفته قيمة روحية إيمانية دافعة ومحفزة لكل عمل يحبه الله عز وجل ويرضاه .

حث الإسلام كما تبين سابقاً ، على إحسان العمل وتجويده وإتقانه ، وجاء في حديثه " إن الله يحب العامل إذا عمل أن يتقن " (العجلوني ، ب.ت ، ج11 : 285) .
والتربية هي عمل إنساني رائع وملح ، ينبغي التماس الجودة في أداءه ، والجودة في التعليم هي " عملية بنائية تهدف إلى تحسين المنتج النهائي " (أحمد ، 2003 : 17) .
وعرفت الجودة في التعليم بأنها عبارة عن " قدرة الإدارة التعليمية في مستوياتها ومواقعها المختلفة على أداء أعمالها بالدرجة التي تمكنها من إعداد خريجين يمتلكون من المواصفات ما يمكنهم من تلبية احتياجات التنمية في مجتمعهم طبقاً لما تم تحديده من أهداف ومواصفات لهؤلاء الخريجين " (الشافعي وزميله ، 2003 : 79) .
ومهما تنوعت تعاريف الجودة في التعليم ، إلا أنها تضم ثلاثة جوانب أساسية ، جودة التصميم (Designauality) وتعني تحديد المواصفات والخصائص التي ينبغي أن تراعى في التخطيط للعمل ، وجودة الأداء (Performanceqality) وتعني القيام بالأعمال وفق المعايير المحددة، وجودة المخرج (Outputauality) وتعني الحصول على منتج تعليمي وخدمات تعليمية وفق الخصائص والمواصفات المتوقعة . (عليمات ، 2004 : 93)
وجودة التعليم من منظور إسلامي عبارة عن " ترجمة احتياجات وتوقعات المستفيدين من العملية التعليمية إلى مجموعة خصائص محددة تكون أساساً في تصميم الخدمات التعليمية وطريقة أداء العمل من أجل تلبية احتياجات وتوقعات المستفيدين وتحقيق رضى الله عز وجل. (الخطيب ، 2007 : 3)
ومن خلال التعريفات السابقة للجودة في التعليم يتضح ما يلي :
- أن مفهوم الجودة في التعليم ، ليس حديثاً وإنما هو قديم ومسبوق من خلال حث الإسلام على الإحسان في العمل وإتقانه .
- تضمن مفهوم الجودة العملية التعليمية بكل عناصرها وتفاصيلها في صورة مدخلات ومخرجات والغرض الأساس منها تحسين المنتج من خلال توفير الإمكانات المتاحة وتوظيفها ضمن خطة مدروسة .
- الحكم على جودة العمل ، والأداء يتم في ضوء معايير محددة .
- ارتباط الجودة بمتطلبات سوق العمل واحتياجاته .
- يتطلع الفرد المسلم – وهو يسعى إلى تحقيق الجودة العالية في المنتج التعليمي – إلى إرضاء الله عز وجل من خلال التزام ما أمر به وحث عليه ولا يتعارض هذا مع الاستجابة لاحتياجات وتوقعات سوق العمل وتحقيق الفائدة والنفع للمسلمين ، عملاً بالتوجيه النبوي الشريف " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس " (الطبراني ، 1983 ، ج12 : 453) .
وفي ضوء ما سبق يعرف جودة التعليم بأنها " عملية تستهدف تحقيق منتج تعليمي عالي الجودة ، من خلال توفير المدخلات اللازمة والعمل على تحسينها بما يحقق الأهداف المنشودة وفق معايير محددة ، ويكفل تلبية حاجات سوق العمل ، ويكون الدافع الأساس لذلك كله ، الحرص على إرضاء الله عز وجل " .
ومن الجدير ذكره في هذا المقام ، أن تجويد التعليم وتحسينه بما يكفل تميز المنتج ، عملية طموحة ومستمرة لا تتوقف ، ذلك أن الفرد المسلم مطلوب منه تسديد الأعمال بصورة دائمة يحبها الله عز وجل ويتضح ذلك من خلال التوجيه النبوي الشريف " سدِّدوا وقاربوا واعلموا أنه من يدخل أحدكم عمله الجنة وأن أحبَّ الأعمال أدومها وإن قل " (البخاري، 1987، ج5 : 2373) .
فالسداد كما جاء في الحديث الشريف السابق هو حقيقة الاستقامة ، وهو يعني الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد ، فالسداد إصابة السهم والمقاربة ، أن يصيب ما قرب من الغرض إذا لم يصب الغرض نفسه ولكن بشرط أن يكون حريصاً ومصمماً على قصد السداد وإصابة الغرض فتكون مقاربته من غير عمد . (النووي ، 1968، ج11 : 162)


مفهوم جودة التعليم في التصور الإسلامي : 06fb04b4af087f2e6ddca3890a562b3b_lm
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ayman




عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 24/10/2010

مفهوم جودة التعليم في التصور الإسلامي : Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم جودة التعليم في التصور الإسلامي :   مفهوم جودة التعليم في التصور الإسلامي : Icon_minitimeالأحد 31 أكتوبر 2010, 19:22

مفهوم جودة التعليم في التصور الإسلامي : 11900410390194
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفهوم جودة التعليم في التصور الإسلامي :
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التراث المعماري الإسلامي
» من فنون التصوير الإسلامي : الفرسكو
» خصائص الفن المعماري الإسلامي
» أثار الطلاق المعنوية والمالية في الفقه الإسلامي
» أنواع التعليم:-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى التربوي الشامل - علوم بلا حدود :: الفئة الأولى :: منتدى العلوم الإنسانية والاجتماعية :: منتدى العلوم التربوية :: المنتدى التربوي والتعليمي العام-
انتقل الى: