قراءة لكتاب ( دليل الطالب العبقري)
للكاتب الصغير أمين محمود صبري
المقدمة:
إذا أراد القدر شخصاً بذر في قلبه ذر التوفيق، ثم سقاه بماء الرغبة والرهبة، ثم أقام عليه بأطوار المراقبة، واستخدام له حارس العلم، فإذا الزرع قائم على سوقه.
ابن القيم
أود أن أشكرك أولا على ثقتك بي؛ لأنك منحتني الفرصة لأهدي لك ما علَّمني به ربي، وما أمتبه من مهارات.
أستأذنك فقط في عدة ثوانٍ حتى تكتمل قراءة هذه المقدمة حتى تعطيك فكرة ونظرة عامة على طريقة تأليف هذا الكتاب.. دعنا نكوِّن صداقة من خلال هذا الكتاب... فمن الآن أنا وأنت أصدقاء وسأسمَّك (صديقي العبقري)، أما إن كنت كبير؛ فأنت بمقام أبي.
اعتمدت في تأليف هذا الكتاب على ستة مبادئ:
1. موازاة الأصالة والمعاصرة.
2. شجرة الإنسان.
3. علم الإيمان.
4. الإمكانيات الرهيبة للعقل.
5. قوانين الأفعال والأعمال.
6. علم الديناتولوجي.
كان ذلك موجز الأنباء إليك التفاصيل:
أولاً: الأصالة والمعاصرة:
يميل بعض المؤلفين وبعض الكُتَّاب إلى إحدى النوعين دون الآخر، وهذا خطأ.. وإذ إنني عندما أكتب في هذا الموضوع يجب أن أراعي ماذا قال لي التراث الإسلامي في ذلك الموضوع وفي ذات الوقت أراعي المعاصرة والتحديث والتلاؤم مع روح العصر... فذلك يسمى (الأصالة)، وهذا يسمَّى (معاصرة).
لذلك ستجد آراء لابن القيم وابن الجوزي وعلماء العرب، وفي نفس الوقت ستجد آراء الباحثين المعاصرين على اختلافهم (عرب – أجانب) في بحوث المذاكرة والتعلم.
ثانياً: شجرة الإنسان:
أستطيع القول بأن كلَّ الكُتَّاب والمؤلفين الذين كتبوا في هذا الموضوع قد تناولوه من جانب واحد فقط ألا وهو الجانب السيكولوجي – أي: النفسي، وأهملوا بقية الجوانب؛ فأنا الآن أخاطب الإنسان بكلِّ جوانب حياته ورغباته، فربما يكون مراهق وربما؛ لذلك أنا أخاطب منظومة كاملة وليس الجانب السيكولوجي فقط.
من أجل هذا لن أقول لك كلاماً خياليّاً خالياً من الواقع، بل وضعت في الحسبان جوانب حياتك، وستعرف معنى ذلك لاحقاً.
ثالثاً: علم الإيمان:
وهو أساس النجاة والسعادة بالفعل في الدنيا، وكان هذا هو السب في بلوغ قمة الروحانية التي كان لها الفضل في جعل المذاكرة من نوع خاص، ولها طعم مميز لا تشبع من تذوقه.. لذلك أحببت ألا تحرم من هذه المتعة، وكلك للأمانة العلمية؛ لأن الكاتب عندما يتناول الموضوع من جانب واحد ويركز عليه فقط يصاب القارئ بما يسمَّ بـ (غيبوبة علمية).
رابعاً: استغلال إمكانيات العقل
حيث أخبرنا العلماء أن الإنسان لا يستخدم من عقله سوى 01،% أي أنه فقط يستخدم جزء من عشرة آلاف جزء، بمعنى أن لديك تسعة آلاف وتسعمائة وتسع وتسعين معطلين لا تستخدمهم، ومن شأنهم أن يغيِّروا حياتك.. لذلك لا تستغرب عندما تكتسب مهارات وتعرف أشياء جديدة – قد تراها وتعرفها لأول مرة في حياتك.
خامساً: قوانين الانفعال:
وهذا البحث أو العلم لم يتطرق إليه أحد من قبلي على الإطلاق – على حساب بحثي وتنقيبي لذلك – وهو من الأبحاث العجيبة والغريبة، ونتناول كيف نعمل العمل والفعل، ثم يتحكم هذا الفعل فينا؛ لأن لأعمالك وأفعالك قوانين تحكمها، وستراها لأول مرة في حياتك، مثل: (صراع الأفعال – تكاثر الأفعال – طقس الأفعال – مفاتيح الأعمال – ديناميكا الأفعال البشرية – سلطة الأعمال – ميكانيزم الريكوفسولوجيا للأفعال – رواسب الأفعال...إلخ).
سادساً: علم الديناتولوجي:
وهذا بحث جديد لعلم أنهيت إنشاءه مؤخراً يهتم بكُنه وماهية المعلومات، فكما أن علماء الفيزياء دخلوا إلى الذرة التي هي الوحدة البنائية للكون، فكذلك أنا دخلت إلى المعلومة وتركيبها وروابطها والتي هي الوحيدة البنائية للعلم... فهذا العلم يلفت انتباهك عندما تذاكر: ماذا تتناول من المعلومة؟ ماذا تقدِّم؟ ماذا تؤِّخر؟ علم جديد أنا شخصيّاً أستمتع يوماً بعد يوم وأنا أكتشف فيه الجديد وأرى أثر ذلك على المذاكرة... ولمَ لا وهو يعتبر فيزياء وكيمياء للمعلومات يبصرك بها بالشكل الصحيح.