المدرس والتوجيه
ينظر بعض المدرسين لمهمته نظرة قاصرة؛ فيختزلها في زاوية ضيقة تتمثل في سرد معلومات محددة على الطلاب بعد حفظه لها واستظهارها، أما ما سوى ذلك من كل ما يخص سلوك الطالب وحياته فلا يعنيه في قليل ولا كثير. ورفض هذا الصنف لا يعني قبول الصنف الآخر الذي يبالغ في الاستطرادات على حساب المنهج الدراسي، فهو في واد ومنهجه في واد آخر، والوسط في كل الأمور سمة المسلم، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم. ولقد كان سلف الأمة يشعرون أن دور المدرس لا ينتهي عند هذا الحد، أو ينحصر في هذه الزاوية الحادة التي نراها الآن، فتتتابع وصايا سلف الأمة للمعلم في أن يأخذ بأيدي تلامذته إلى الخير ويأمرهم به، وينهاهم عما يخالفه. قال سحنون: "وينبغي للمعلم أن يأمرهم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين، ويضربهم عليها إذا كانوا بني عشر، وكذلك قال مالك. قال سحنون: ويلزمه أن يعلمهم الوضوء والصلاة؛ لأن ذلك دينهم، وعدد ركوعها وسجودها والقراءة فيها والتكبير، وكيف الجلوس والإحرام والسلام، وما يلزمهم في الصلاة، والتشهد والقنوت في الصبح… وليتعاهدهم بتعليم الدعاء ليرغبوا إلى الله، ويعرفهم عظمته وجلاله ليكبروا على ذلك، وإذا أجدب الناس واستسقى بهم الإمام، فأحب للمعلم أن يخرج بهم، من يعرف الصلاة منهم، وليبتهلوا إلى الله بالدعاء ويرغبوا إليه… وينبغي له أن يعلمهم سنن الصلاة مثل ركعتي الفجر والوتر وصلاة العيدين والاستسقاء والخسوف، حتى يعلمهم دينهم الذي تعبدهم الله به، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم … ولا يمس الصبي المصحف إلا على وضوء، وليأمرهم بذلك حتى يتعلموه. قال: وليعلمهم الصلاة على الجنائز والدعاء عليها؛ فإنه من دينهم "(آداب المعلمين لابن سحنون. مصدر سابق (122).). وقال الإمام النووي: "وينبغي أن يؤدب المتعلم على التدريج بالآداب السنية، والشيم المرضية، ورياضة نفسه بالآداب والدقائق الخفية، وتعوده الصيانة في جميع أموره الكامنة والجلية. فأول ذلك أن يحرضه بأقواله وأحواله المتكررات على الإخلاص والصدق وحسن النيات، ومراقبة الله تعالى في جميع اللحظات، وأن يكون دائماً على ذلك حتى الممات، ويعرفه أن بذلك تنفتح عليه أبواب المعارف، وينشرح صدره، وتتفجر من قلبه ينابيع الحكم واللطائف، ويبارك له في حاله وعلمه، ويوفق للإصابة في قوله وفعله وحكمه، ويزهِّده في الدنيا ويصرفه عن التعلق بها، والركون إليها، والاغترار بها، ويذكِّره أنها فانية، والآخرة آتية باقية، والتأهب للباقي والإعراض عن الفاني هو طريق الحازمين ودأب عباد الله الصالحين" (المجموع شرح المهذب (1/30).). وقبل الحديث عن التوجيه وما يتعلق به، أودُّ التأكيد على ما سبق في المقدمة من أن التوجيه المجرد وحده لايكفي، بل لابد أن ننتقل نقلة أخرى، لنتعلم فن التوجيه، ونتقن أساليب التأثير. والآن إليك بعض المعالم المتعلقة بالتوجيه. 1 - المنهج الدراسي: إن وظيفة المدرس الرسمية، وعمله الأساس الذي يتقاضى عليه أجراً هو تدريس المنهج المقرر للطلاب، لذا فعليه أن يتقي الله، ويؤدي الواجب على أكمل وجه، فهو مؤتمن عليه، وأولى الناس برعاية الأمانة وحفظها هم الدعاة إلى الله، فاحرص أخي الكريم على أداء واجب المنهج مراعياً: 1 - الاستيعاب الجيد للمادة العلمية. 2 - الاجتهاد في حسن عرضها وإيصالها للطالب. 3 - أداء ما يترتب على ذلك من الواجبات النظامية. واعلم أخي المدرس أن من أهم عوامل قبول الطلاب لمدرسهم ومحبتهم له: مدى نجاحه في إيصال المعلومات لهم، وأنت حين تعتني بذلك ليس دافعك هو كسب محبة طلابك فقط، بل قبل ذلك كله أداء الأمانة التي اؤتمنت عليها. أليس من التناقض والمفارقات، أن يسمع الطلاب من مدرسهم التوجيه، والحث على معالي الأمور، ويرون منه الإخلال بواجبه وأمانته؟ بل سترى كثيراً منهم يفسر حرص هذا المدرس المقصر في أداء الواجب على التوجيه، أن ذلك محاولة لتعويض النقص والفشل الذي يعاني منه. ثم إن الإعداد العلمي جانبٌ مهم في بناء شخصية الطالب، والأمة تحتاج لمن يحمل العلم الواسع، والفكر الأصيل. والمنهج الدراسي إنما وضع لتحقيق أهداف محددة؛ فعناية المدرس بهذا الجانب مساهمة في البناء العلمي للأمة من خلال إعداد أبنائها، ومساهمة في تحقيق أهداف هذه البرامج التعليمية والتربوية. بل لماذا نفترض أن التوجيه لا يمكن من خلال المنهج الدراسي نفسه، أفلا يستطيع المدرس الناجح أن يوظف المنهج لتحقيق الأهداف التربوية والإصلاحية؟ 2-لا تحتقر الكلمة: يتصور بعض المدرسين أن نتاجه إنما هو منحصر من خلال الطلبة الذين يتعامل معهم خارج الفصل الدراسي سواء عن طريق الأنشطة الدراسية أو غيرها، وهذا مجال له أهميته، لكنه ليس المجال الوحيد؛ فالكلمة التي يقولها المعلم في الفصل لا تذهب سدى، فالمدرس قادر على توجيه أفكار الطلبة، وتصوراتهم، واهتماماتهم، ولكلماته وتوجيهاته العامة مدى قد لا يدركه ولا يتصوره. وخارج أسوار المدرسة لابد أن يوجد من يحمل أفكار مدرسه، وينقلها للآخرين، ويتحمس لها ربما أكثر من المدرس صاحب الفكرة، وذلك إنما يتم حين يقرأ الطلبة الاقتناع والحماس لفكرتك على قسمات وجهك، قبل أن تسمعها آذانهم، وتتجاوز توجيهاتك الكلام المجرد، والحماس العاطفي إلى قناعة تسري لديك. فلا تحتقر الكلمة أو تستهين بها؛ فكثير هم أولئك الذين كان لكلمة واحدة أثرها في توبتهم ورجوعهم إلى الله، أو توجههم للعلم وعنايتهم به، أو ضبط مسارهم، فلا تحرم نفسك هذا الخير. 3 - المدرس والبذرة الخفية: نتصور أحياناً أن جهدنا قد ذهب سدى، وأن كلماتنا قد انتهى مداها حيث نطقنا بها. لكن هناك كلمات تبقى بذرة خفية، تؤتي ثمارها في الوقت الذي يشاء الله؛ فقد يسمع شاب مُعرضٌ كلمة ناصحة من معلمه فتقع موقعاً من قلبه، ويقصر مداها عن أن تؤثر في سلوكه، ولكن هذه البذرة لا تزال معلقة في القلب، حتى ييسر الله لها الغيث فتؤتي ثمارها بإذن الله ولو بعد حين. ومثل ذلك فتاة تعيش أوج مراهقتها، وعنفوان صبوتها، فتسمع من مدرستها كلمة تستقر في سويداء قلبها؛ لتبقى حتى يأذن الله بسقيها واستوائها على سوقها. إن هذه البذرة هي التي استقرت في فؤاد جبير بن مطعم- رضي الله عنه - فسمع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر يقرأ سورة الطور فقال: "وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي" (رواه البخاري (4023).) ومع ذلك لم يسلم -رضي الله عنه- إلا بعد ذلك بسنين. 4- التلقي فرع عن المحبة: إن للعلاقة بين التلقي والمحبة من الاتصال قدراً أكبر مما قد نتصور أحياناً، فمن لم يغرس المحبة له في نفوس الطلاب فكثيرٌ مما يقوله ستكون نهايته عندما يتلفظ به، ولن يأخذ طريقه نحو القلوب، فضلاً عن أن يتحول إلى رصيد عملي. ومهما بلغ الإنسان في التأثير وقوة المنطق ورصانة الحجة، فلن يكون أعلم، أو أفصح، أو أكثر تأثيراً من النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قال الله سبحانه في شأنه: { ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} {آل عمران: 159 }. فهو صلى الله عليه وسلم - مع ما أتاه الله سبحانه من وسائل التأثير، ومع شعور الناس أن الحق معه وحده - مأمور بأن يلين لأصحابه وإلا انفضوا عنه. فكيف بغيره ممن يحمل قائمة طويلة من صفات القصور والنقص؛ فهو حين لا يحظى بقبول تلامذته له سيرون فيه من القصور ما يدعوهم لرفضه وإهمال ما يقول؛ بل إلى تفسير نصحه وتوجيهه على غير وجهه. لذا يؤكد المربي محمد قطب على ذلك فيقول: "والضمان لذلك هو الحب... فما لم يشعر المتلقي أن مربيه يحبه، ويحب له الخير، فلن يقبل على التلقي منه، ولو أيقن أن عنده الخير كله، بل لو أيقن أنه لن يجد الخير إلا عنده، وأي خير يمكن أن يتم بغير حب" (منهج التربية الإسلامية ( 2 /45 ).). 5 - اقتصد في الموعظة: يدفع الحرص أحياناً بعضاً من المعلمين إلى كثرة التوجيه، وبيان الأخطاء والسلوكيات المخالفة، ولكن الحرص وحده ليس معيار إصابة الحق، ألا ترى أن هذا السلوك يدعو إلى إملال الطلاب وسأمهم؟ مما يفقد الموعظة الهدف المراد منها. إن صلتك بطلابك ولقاءك بهم يمتد على مدى عام كامل، وليست درساً عابراً أو لقاءً عاجلاً حتى تقذف لهم بكل ما عندك، وقبل ذلك كله فهذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاقتصاد في الموعظة كما روى ذلك ابن مسعود- رضي الله عنه -: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا" (رواه البخاري (68)، ومسلم (2821).). وبوب عليه البخاري: باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا. وقد أخذ ابن عباس- رضي الله عنهما - بهذا الأدب فيوجه عكرمة قائلاً: "حدث الناس كل جمعة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرات، ولا تمل الناس هذا القرآن" (رواه البخاري (6337).). 6 - حدث الناس بما يعرفون: إن واقع الطلبة اليوم يحتاج إلى التنزل معهم كثيراً، وإلى الواقعية وخطابهم بما يطيقون، فالحديث عن دقائق الورع، أو عن المسائل الدقيقة في الزهد قد لا يتناسب مع مستويات الشباب الذين يعانون من فتن الشهوات، ومن لأواء الغفلة والبعد عن الله، أو مع الفتيات اللاتي يعشن أزمة العاطفة، وربما التطلع للصداقة المحرمة، إنهم يحتاجون إلى أن تحدثهم عن أضرار المعاصي، وعن الخوف من الله عز وجل ومراقبته، والمحافظة على الصلاة مع الجماعة... إلى غير ذلك. قال ابن القيم رحمه الله: "العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا فإنهم لا يقدرون على تركها، ولكن يأمرهم بترك الذنوب مع إقامتهم على دنياهم، فترك الدنيا فضيلة، وترك الذنوب فريضة، فكيف يُؤمر بالفضيلة من لم يقم الفريضة؟ فإن صعب عليهم ترك الذنوب فاجتهد أن تحبب الله إليهم بذكر آلائه وإنعامه وإحسانه، وصفات كماله، ونعوت جلاله، فإن القلوب مفطورة على محبته، فإذا تعلقت بحبه هان عليها ترك الذنوب والإصرار عليها، والاستقلال منها "(الفوائد (231). ). وحين نؤكد على التوازن والواقعية في الطرح فإننا لا نعني تلك الواقعية المغرقة التي تؤدي إلى تمييع المنهج، والرضا بالأمر الواقع والاستسلام له. 7 - تنويع أساليب الخطاب والموعظة: كنت أتحدث مع طلابي يوماً عن الأمراض الجنسية ونتائجها الوخيمة، فرأيت أثر ذلك عليهم، وقرأت في وجوههم المتابعة والتفاعل مع ما طرحته والذي لم يتجاوز سبع دقائق، فتذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين جاءه الشاب يستأذنه بالزنا فلم يذكِّره بالقبر والقيامة، إنما قال له: "أترضاه لأمك؟ أترضاه لعمتك؟…" ( رواه أحمد (21708) ) فتنويع أساليب التربية والتذكير: بالحديث عن البرزخ والقيامة تارة، وعن نتائج المعصية في الدنيا تارة، وعن آثارها الاجتماعية تارة أخرى… وهكذا؛ هذا التنويع خيرٌ وأجدى من الجمود على أسلوبٍ واحدٍ، ولغة واحدة، وهو قبل ذلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم. 8 - التربية من خلال الأحداث: حين نقرأ القرآن الكريم نجد أنه بعد حادثة الإفك وفي التعليق عليها ربَّى المؤمنين على منهج التثبت، وحماية الأعراض، وحسن الظن بالمؤمنين. وبعد غزوة أحد نقرأ في سورة آل عمران التعقيب على هذه الغزوة ودروسها فنرى في ذلك بيان سنن الله في النصر والهزيمة، والموقف من المنافقين، والتنازع، وظن السوء، والتطلع للدنيا.... إلى غير ذلك من المعاني. وأما السنة النبوية فهي مليئة بذلك، وغنية عن التمثيل، فأنت تقرأ مراراً في نصوص السنة: "فخطب النبي صلى الله عليه وسلم الناس"، وذلك بعد حدث أو مقالة قيلت. ألا تفهم أخي المدرس من ذلك أن التربية من خلال الأحداث سنة شرعية؟ فحين يحصل زلزال أو كارثة نقول لطلابنا: إن هذا من سنن الله في عقوبة أهل المعاصي، وإن سرنا في طريقهم تحق علينا نفس السنة، وحين يصلي الناس الاستسقاء يحسن أن نقول لأبنائنا ولو بإشارة عابرة: إن هذا القحط من شؤم المعصية، وحين تحصل مجاعة أو مصيبة للمسلمين نحدثهم عن الولاء بين المؤمنين ونصرتهم، وحين يسري لدى الناس إشاعة كاذبة فلنتحدث عن التثبت والتبين في الأخبار، وهكذا ينبغي أن نستغل الأحداث القريبة والبعيدة لتقرير المعاني الشرعية، والحقائق التربوية. 9- هل جربت النصيحة الخاصة؟ بعض المدرسين يمارس التوجيه العام لطلبته بصورة أو أخرى، ولكن حين يدرك خطأ فردياً على طالب من الطلاب، فهل جرب أن يحدثه بصورة فردية؟ كم هم الطلاب الذين يتغير مسارهم -خاصة في مرحلة المراهقة- فماذا لو كان هذا الطالب يتلقى كلمة شخصية خاصة من أكثر من مدرس وآخر؟ كثيرٌ هم الشباب الذين يقعون في صحبة أصحاب السوء فيقلبون حياتهم رأساً على عقب، فلم لا نحذره - حين تبدو بوادر تلك الظاهرة- بكلمة لا يسمعها غيره؟ أي شعور يختلج في نفس هذا الطالب الذي يتمتع بعاطفة جياشة، حين يأخذه أستاذه بحديث شخصي، يلمس من خلاله الشفقة والنصح؟ ألن يدرك أنه أستاذ صادق، يحب له الخير والصلاح؟ وهب أنه أخذ الأمر باللامبالاة فهل سينسى هذا الموقف أم أنه سيستجيش في نفسه بين آونة وأخرى؟ إن الطالب قد يجد تفسيراً غير صادق لحديث عام يسمعه من أستاذه داخل الفصل، فهو إما استطراد، أو للاستهلاك - كما يقال - أو لأن الوقت بقي فيه بقية فرأى المدرس ملأه بهذا الحديث، أما الحديث الشخصي المباشر فلن يجد له في الأغلب تفسيراً إلا محض النصيحة والتوجيه. والحديث العام أيضاً قد يطمره النسيان، ويعفو أثره على مرِّ السنين، أما الحديث الخاص فسيبقى صورة منقوشة في الذاكرة تستعصي على النسيان. هذه جوانب ثلاثة تمتاز بها النصيحة الشخصية وقبل ذلك هي هدي شرعي نبوي فقد قال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة" (رواه مسلم ( 55 ) وبوب البخاري: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة.... ). ولم يخرجه.) ويصل الأمر بالنصيحة إلى قدر من الأهمية يجعله صلى الله عليه وسلم يبايع عليها، فها هو جرير بن عبد الله البجلي- رضي الله عنه - يقول: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم" (رواه البخاري (57) ومسلم (56).) والطالب من عموم المسلمين شأنه شأنهم، ولا يخرجه كونه طالباً من استحقاقه للنصيحة والنصرة كما قال صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً (رواه البخاري ( 2443 ) وفسر النصرة في الحديث للظالم: بمنعه من الظلم وهو الشاهد هنا. ويلحظ هنا أن). بل إن المسؤولية تجاهه آكد، والأمانة أعظم.