الدواء والشفاء
كانت الشعوب القديمة يختلط عليها ممارسة الطب بممارسة السحر والممارسات الدينية، ثم ترقت الإنسانية عبر مراحل وأهمها عندما فرض الإسلام الفرق الواضح بين ما هو سحر محرم وبين ممارسة الطب الذي هو علم طبيعي، فيقول النبي: "تداووا عباد الله فما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء". وهذا دفع بعلم الطب إلى آفاق لم يبلغها في أي حضارة سابقة، ونجد أن كتب الأدوية التي كتبها المسلمون تذكر آلافاً من الأدوية المختلفة.
أما الجانب الديني فهو متمم وموازي وليس بديلاً عن التداوي؛ فشفاء البدن مذكور في النصوص؛
(قال الله تعالى: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ﴿68﴾ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿69﴾)
وشفاء القلب أيضاً أو النفس مذكور أيضاً ؛ ففي القرآن الكريم: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ولايزيد الظالمين إلا خسارا) الآية.
كما ينصح دينيا بالصدقة والدعاء والقرآن كأسباب للشفاء الجسدي باعتبار أن النفع والضر مرتبط بالمشيئة الإلهية.
ويرى البعض أن اعتقاد الناس له تاثير فعال قي القدرة الشفائيه للدواء ذلك طبقا للاعتقاد الداخلى للفرد، ولهذا تقام الدراسات الدوائية بطريقة التعمية حيث يعطى الدواء الحقيقي والمقابل الفارغ بنفس الشكل واللون للمريض دون أن يعرف أيهما الدواء