نستطيع أن نقسم الموضوعات التي عالجتها الرسالة الاسلامية ـ وهي كل ما يحتاجه الانسان ـ إلى ثلاثة أقسام أساسية هي :
العقيدة والتشريع والاخلاق والآداب الاجتماعيّة .
1 ـ العقيدة:
وتشمل مجموعة الافكار والمفاهيم التي تفسّر صدور هذا العالم ، وتوضح مفهوم الحياة . . . وتسلك هذه العقيدة كأساس ومنطلق لكل أبنية هذا الدين العظيم .
والعقيدة الاسلامية هي عقيدة التّوحيد التي تؤمن بإله واحد متصف بكل صفات الغنى والكمال المطلق . . . وعلى هدى هذه العقيدة يرسم الانسان المسلم منهجه في التفكير والعمل ، ويحدد علاقته مع خالق الوجود . . .
وتبتني العقيدة الاسلامية على أركان أساسيّة ثلاثة هي :
أ ـ الايمان بالالـه الاحد المنزّه عن صفات الخلق ، والمتّصف بالكمال والغنى المطلق . . . وعنه صدر هذا الوجود ، وبه يرتبط ، وإليه يعود .
ب ـ الايمان بالوحي وبالنبوة وما يرتبط بها من رسالة وإمامة . . . الخ .
ج ـ الايمان بالحياة الآخرة وبالبعث والقيامة والجزاء . . .
2 ـ التشريع :
أما الموضوع الثاني الذي جاءت الرسالة الاسلامية لمعالجته وتخطيطه فهو القانون والنظام . . . وبيان الطريق القانوني للانسان في مجالات الحياة كافة . . . الاجتماعية منها والتعبّدية . . . ففي المجال الاجتماعي نظّمت الشّريعة الاسلاميّة شؤون القضاء والاقتصاد والمال والتّجارة والّتملك والميراث والزواج والطلاق وعلاقات العمل وتقديم الخدمات . . . وقضايا الحرب والسلم والجهاد والعقود والمعاهدات . . . الخ
أما الجانب التّعبدي . . . كالصّلاة والصوم والحج والطهارة . . . الخ ، فقد قامت الشريعة الاسلامية بتحديد الاحكام والتشريعات اللازمة لرسم العلاقة مع الله سبحانه ، وتحديد منهاج التعبد في هذا الدين .
هذا وقد حفلت الموسوعات الفقهيّة والدّراسات القانونيّة والتشريعية الاسلامية بانضج تشريع قانوني وأوسع تنظيم منهجي للحياة . . . يعكس روح الشريعة وأهدافها، ويوضح سعة التشريع الاسلامي ، وشمول معالجاته .
3 ـ الاخلاق والآداب الاجتماعيّة :
لم تعرف الانسانية رسالة في حياتها اهتمت بالاخلاق والآداب الاجتماعية وبالوسائل التربوية كاهتمام الرسالة الاسلامية وعنايتها بهذا الجانب الانساني المؤثر في الحياة . . .
فالاسلام يعتبر الاخلاق أبرز ميزة من ميزات الانسان ، وأصدق مظهر من مظاهر إنسانيته الفاصلة بينه وبين الحيوانية .لذلك قال رسول الانسانية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((انّما بعثت لاتمّم مكارم الاخلاق)) . . .
فرسالة الاسلام رسالة أخلاقّية ، وإهتمامه ببناء الجانب الاخلاقي مرتبط بمنهجه التربوي العام في إعداد الشخصية المستقيمة وبناء المجتمع الفاضل .
لذا ركز الاسلام على بناء الذات الانسانية من داخلها ، واهتم بتنمية الملكات الاخلاقية وتربية الحس والضمير الاخلاقي عند الانسان .
وبهذا الاستيعاب الشامل لكل جانب من جوانب الحياة الانسانية : العقيدة . . . التّشريع . . . الاخلاق والآداب وأصول التعامل الاجتماعي والتوجيه التربوي . . . كان الاسلام منهاجاً شاملاً للحياة . . . ورسالة مستوعبة للنشاط الانساني . . . ومتميّزة عن غيرها من الشّرائع والمذاهب الاجتماعية الوضعيّة .
منقول: منتديات هذا إسلامنا
www.islamona.forumotion.com/forum.htm