بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
قال تعالى:يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم
عمر و ما ادراك ما عمر ، ذالك الفارس الشجاع الذي فتح بلاد المجوس ، فله الفضل اليوم على كل مسلم فارسي و عراقي.
ومع كل هذه الفضائل تئتي اقوام و تسب و تشتم امير المؤمنين عمر رضى الله عنه .
كيف يسبون صحابة الرسول ؟ ام كيف يسبون من كانت فضائله لا تعد و لا تحصى على الامة الاسلامية؟
و نبين لكم في هذا الموضوع جانب من جوانب شجاعة و بسالة و ايمان عمر الذي لا يزلزل و جهاده في سبيل الله ، كلنا نعلم ان بعد احداث السقيفة ذهب ابو بكر يامر الناس بالبيعة الشرعية له ، فهذا عمر ذهب بامر من سيدنا ابو بكر رضي الله عنه الى بيت فاطمة بنت رسول الله رضي الله عنها ليحدث ما اراده الله عز و جل من البيعة ، فالذي حصل ان ابت فاطمة ان تبايع ابا بكر لاجتهادها في حق زوجها علي كرم الله وجهه ، فهي كانت تريد البيعة لزوجها ، ثم عندما طال الامر و لم يخرج لا علي و لا فاطمة و لا العباس و الا الزبير رضي الله عنهم اجمعين، غضب عمر لله و اشتدت غيرته على الدين و هم بحرق البيت ليخرجوا و يبايعوا خوفا منه على مصيرهم الاخروي ، و نجيب لكم روايات شجاعة عمر.
1- جاء في تاريخ أبي الفداء ج3 ص 165 قوله بعد ذكر عدد ممن تخلف عن بيعة أبي بكر ( رض ) ما نصه : ( وكذلك تخلف عن أبي بكر أبو سفيان من بني أمية ثم إن أبا بكر بعث عمر بن الخطاب إلى علي ومن معه ليخرجهم من بيت فاطمة وقال : إن أبوا فقاتلهم . فأقبل عمر بشئ من نار على أن يضرم به ، الدار فلقيته فاطمة وقالت : إلى أين يا بن الخطاب أجئت لتحرق دارنا قال : نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة .
2- جاء قي كتاب العقد الفريد قوله : الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر : علي والعباس والزبير . قعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له : إن أبوا فقاتلهم . فأقبل بقبس من نار على الباب ليضرم عليهم الدار فلقيته فاطمة فقالت : يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ، قال : نعم ، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة وخرج علي حتى أتى إلى أبي بكر "
3-وما جاء في كتاب الإمامة والسياسة . فيما يخص موضوع الاعتداءات في كتابه المذكور بسنده أيضا كما تقدم إن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي ، فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا فدعى وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إن فيها فاطمة ، قال : وإن.
ولا عيب و لا خزي فيما فعل بل بالعكس انه فخر و منقبة لمن دقق و امعن فنجد ان عمر كان شديدا في الله و لا يخاف لومة لائم ، فهذا هو يهم بحرق بيت فاطمة بنت الرسول لانها ما فعلت الذي امر الله به من البيعة هي و زوجها و باقي الصحابة.
ونلاحظ ان عمر رضى الله عنه ما كان ليتعصب لذرية النبي و انه كان يطبق الحق حتى على بنت رسول الله ، فالخطأ عنده خطأ بدون مجاملة.
ويجب علينا يا أخوة ان نقتدي بمثل هذه الاخلاق العظيمة و ان لا نتعصب للباطل لاجل القرابة و الا نخشى في الله لومة لائم.
ونختم حديثنا بابيات ثناء على عمر لحافظ إبراهيم لهذه الواقعة :
وقولة لعلي قالها عمر * أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقت دارك لا أبقي عليك بها * إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها * أمام فارس عدنان وحاميها
السبت 23 أكتوبر 2010, 13:31