طلحة بن عبيد الله
اسمه
أبو محمد طلحة ابن عبيد الله ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، القرشي التيمي المكي.
وصفه
كان رجلا آدم، كثير الشعر، ليس بالجعد القطط ولا بالسبط، حسن الوجه، إذا مشى أسرع، ولا يغير شعره وكانت بشرته بيضاء يضرب إلى الحمرة، مربوعا، إلى القصر هو أقرب، رحب الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم القدمين، إذا التفت التفت جميعا.
لقبه
حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم
طلحة الخير
مناقبه
أحد العشرة المشهود لهم بالجنةكانت يده شلاء مما وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد. عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما كان يوم أحد، وولى الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثني عشر رجلا، منهم طلحة، فأدركهم المشركون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من للقوم ؟ قال طلحة: أنا، قال: كمان أنت.فقال رجل: أنا.قال: أنت، فقاتل حتى قاتل، ثم [ التفت ] فإذا المشركون، فقال: من لهم ؟ قال طلحة: أنا.قال: كما أنت، فقال، رجل من الأنصار: أنا، قال: أنت.فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك حتى بقي مع نبي الله طلحة، فقال: من للقوم ؟ قال طلحة: أنا، فقاتل طلحة، قتال الأحد عشر، حتى قطعت أصابعه، فقال، رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو قلت: باسم الله لرفعتك الملائكة، والناس ينظرون " ثم رد الله المشركين. أتاه مال من حضرموت سبع مئة ألف، فبات ليلته يتململ.فقالت له زوجته: مالك ؟ قال: تفكرت منذ الليلة، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته ؟ قالت: فأين أنت عن بعض أخلائك فإذا أصبحت، فادع بجفان وقصاع فقسمه.فقال لها: رحمك الله، إنك موفقة بنت موفق، وهي أم كلثوم بنت الصديق، فلما أصبح، دعا بجفان، فقسمها بين المهاجرين والأنصار، فبعث إلى علي منها بجفنة، فقالت له زوجته: أبا محمد ! أما كان لنا في هذا المال من نصيب ؟ قال: فأين كنت منذ اليوم ؟ فشأنك بما بقي.قالت: فكانت صرة فيها نحو ألف درهم.
ذكر بعض ما كتب عنه
غاب عن وقعة بدر في تجارة له بالشام وتألم لغيبة، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره لما كان يوم أحد، سماه النبي صلى الله عليه وسلم طلحة الخير. عن عائشة وأم إسحاق بنتي طلحة قالتا: جرح أبونا يوم أحد أربعا وعشرين جراحة، وقع منها في رأسه شجة مربعة، وقطع نساه - يعني العرق -وشلت أصبعه، وكان سائر الجراح في جسده، وغلبه الغشي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مكسورة رباعيته، مشجوج في وجهه، قد علاه الغشي، وطلحة محتمله، يرجع به القهقرى، كلما أدركه أحد من المشركين، قاتل دونه، حتى أسنده إلى الشعب. عن جابر أنه سمع عمر يقول لطلحة: ما لي أراك شعثت واغبررت مذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ لعله أن ما بك إمارة ابن عمك، يعني أبا بكر، قال: معاذ الله، إني سمعته بقول: " إني لأعلم كلمة لا يقولها رجل يحضره الموت، إلا وجد روحه لها روحا حين تخرج من جسده، وكانت له نورا يوم القيامة " فلم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، ولم يخبرني بها فذاك الذي دخلني. قال عمر: فأنا أعلمها. قال: فلله الحمد ؟، فما هي ؟ قال: الكلمة التي قالها لعمه: صدقت.
وفاته
عن قيس قال: رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يوم موقعة الجمل بسهم، فوقع في ركبته، فما زال ينسح حتى مات. عن ليث، عن طلحة بن مصرف أن عليا انتهى إلى طلحة وقد مات، فنزل عن دابته وأجلسه، ومسح الغبار عن وجهه ولحيته، وهو يترحم عليه، وقال: ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
وكان قتله في سنة ست وثلاثين في جمادى الآخرة، وقيل في رجب، وهو ابن اثنتين، وستين سنة أو نحوها، وقبره بظاهر البصرة. قال يحيى بن بكير، وخليفة بن خياط، وأبو نصر الكلاباذي: إن الذي قتل طلحة، مروان بن الحكم.ولطلحة أولاد نجباء، أفضلهم محمد السجاد.كان شابا، خيرا، عابدا، قانتا لله.ولد في حياة النبي، صلى الله عليه وسلم، قتل يوم الجمل أيضا، فحزن عليه علي، وقال: صرعه بره بأبيه.