أبو عبيدة بن الجراح
اسمه
عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وصفه
كان رجلا نحيفا،معروق الوجه،خفيف اللحية،طوالا،أحنى أي كاهله منحني إلى صدره،أثرم الثنيتين أي مكسور الأسنان الأمامية.
لقبه
أمين الأمة
مناقبه
شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة،وسماه أمين الأمة.أحد السابقين الأولين، ومن عزم الصديق على توليته الخلافةشهد أبو عبيدة بدرا، فقتل يومئذ أباه، وأبلى يوم أحد بلاء حسنا، ونزع يومئذ الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضربة أصابته، فانقلعت ثنيتاه، فحسن ثغره بذهابهما، حتى قيل: ما رؤى هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة. وكان أبو عبيدة معدودا فيمن جمع القرآن العظيم
إسلامه
انطلق ابن مظعون، وعبيدة بن الحارث، و عبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة ابن عبد الأسد، وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا في ساعة واحدة، وذلك قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.
سمته
كان أبو عبيدة موصوفا بحسن الخلق، وبالحلم الزائد والتواضع
ذكر بعض ما كتب عنه
وقد ثبت من وجوه عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " روي عن الجريري، عن عبد الله قال: سألت عائشة: أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إليه ؟ قالت: أبو بكر، ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجراح. و. قال عمر لجلسائه: تمنوا، فتمنوا، فقال عمر: لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح. بلغ عمر أن أبا عبيدة حصر بالشام، ونال منه العدو، فكتب إليه عمر: أما بعد، فإنه ما نزل بعبد مؤمن شدة، إلا جعل الله بعدها فرجا، وإنه لا يغلب عسر يسرين [ يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا ]، الآية [ آل عمران: 200 ] قال: فكتب إليه أبو عبيدة: أما بعد، فإن الله يقول: (أنما الحياة الدنيا لعب ولهو)، إلى قوله: (متاع الغرور) [ الحديد: 20 ]، قال: فخرج عمر بكتابه، فقرأه على المنبر فقال: يا أهل المدينة ! إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو بي، ارغبوا في الجهاد. قدم عمر الشام، فتلقاه الأمراء والعظماء، فقال: أين أخي أبو عبيدة ؟ قالوا: يأتيك الآن، قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه، ثم قال للناس: انصرفوا عنا.فسار معه حتى أتى منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر: لو اتخذت متاعا، أو قال شيئا، فقال: يا أمير المؤمنين ! إن هذا سيبلغنا المقيل. عن مالك: أن عمر أرسل إلى أبي عبيدة بأربعة آلاف، أو بأربع مئة دينار، وقال للرسول: انظر ما يصنع بها، قال: فقسمها أبو عبيدة، ثم أرسل إلى معاذ بمثلها، قال: فقسمها، إلا شيئا قالت له امرأته نحتاج إليه، فلما أخبر الرسول عمر، قال: الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا.كان يسير في العسكر فيقول: ألا رب مبيض لثيابه، مدنس لدينه ! ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين ! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات. قال أبو عبيدة بن الجراح: وددت أني كنت كبشا، فيذبحني أهلي، فيأكلون لحمي، ويحسون مرقي ووددت أني رماد تسفيني الريح. عن قيس بن مسلم عن طارق، أن عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون: إنه قد عرضت لي حاجة، ولا غنى بي عنك فيها، فعجل إلي. فلما قرأ الكتاب، قال: عرفت حاجة أمير المؤمنين، إنه يريد أن يستبقي من ليس بباق، فكتب: إني قد عرفت حاجتك، فحللني من عزيمتك، فإني في جند من أجناد المسلمين، لا أرغب بنفسي عنهم، فلما قرأ عمر الكتاب، بكى، فقيل له: مات أبو عبيدة ؟ قال: لا.
عن عياض بن غطيف، قال: دخلت على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه، وامرأته تحيفة جالسة عند رأسه، وهو مقبل بوجهه على الجدار، فقلت: كيف بات أبو عبيدة ؟ قالت: بات بأجر، فقال: إني والله ما بت بأجر ! فكأن القوم ساءهم، فقال: ألا تسألوني عما قلت ؟ قالوا: إنا لم يعجبنا ما قلت، فكيف نسألك ؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله، فبسبع مئة، ومن أنفق على عياله، أو عاد مريضا، أو ماز أدى فالحسنة بعشر أمثالها، والصوم جنة ما لم يخرقها،ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده، فهو له حطة ".وقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة غير مرة، منها المرة التي جاع فيها عسكره، وكانوا ثلاث مئة، فألقى لهم البحر الحوت الذي يقال له العنبر، فقال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا، نحن رسل رسول الله، وفي سبيل الله، فكلوا، فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثم أمر براحلة فرحلت ثم مرت تحتهما فلم تصبهما.
وفاته
قال الوليد: فحدثني من سمع عروة بن رويم قال: فأدركه أجله بفحل ( مدينة )، فتوفي بها بقرب بيسان بطاعون عمواس.قال أبو حفص الفلاس: توفي أبو عبيدة في سنة ثمان عشرة، وله ثمان وخمسون سنة، وكان يخضب بالحناء، والكتم وهو نبات له لون أحمر، وكان له عقيصتان.