المنتدى التربوي الشامل - علوم بلا حدود
المنتدى التربوي الشامل - علوم بلا حدود
المنتدى التربوي الشامل - علوم بلا حدود
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى التربوي الشامل - علوم بلا حدود

منتدى كل العرب والمسلمين لبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من كتاب ربحت محمدا ولم أخسر المسيح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو صهيب
Admin
ابو صهيب


عدد المساهمات : 259
تاريخ التسجيل : 14/09/2010

من كتاب ربحت محمدا ولم أخسر المسيح Empty
مُساهمةموضوع: من كتاب ربحت محمدا ولم أخسر المسيح   من كتاب ربحت محمدا ولم أخسر المسيح Icon_minitimeالجمعة 22 أكتوبر 2010, 15:15

أرسل الله جميع الأنبياء والرسل للدعوة إلى عبادة الله وحده , وإخراج الناس من الظلمات إلى النور فأولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) النحل/36 .

وآخر الأنبياء والرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبي بعده قال تعالى : ( ما كان محمداً أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الأحزاب/40 .

وكان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة كما قال سبحانه : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ًونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) سبأ/28 .

وقد أنزل الله على رسوله القرآن يهدي به الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن ربهم قال تعالى : ( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ) إبراهيم/1 .
فخصائصه صلى الله عليه وعلى اله وسلم هي ما اختصه الله عز وجل بها وفضله على سائر الأنبياء والمرسلين والخلق . ومعرفة هذه الخصائص تزيدنا في معرفة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وتجعلنا نحبه ويزداد إيماننا به فنزداد له تبجيلاً ونزداد له شوقا . ومن خصائصه صلى الله عليه وعلى اله وسلم منها :
ما اختص بها في ذاته في الدنيا . ومنها ما اختص بها في ذاته في الآخرة .
ومنها ما اختصت به أمته في الدنيا ومنها ما اختصت به أمته في الآخرة .
كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان أجودَ الناس كـفّـاً ، وأشرَحهم صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وألْيَنهم عريكة ، وأكرمهم عِشرة ، من رآه بديهةً هابَـه ، ومن خالطه معرفـةً أحبَّـه ، يقول ناعِتـُه : لم أرَ قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي وابن أبي شيبة والبيهقي في شُعب الإيمان .

تلك قَطْرِةٌ من بحرِ صفاتِه ، وإشارةٌ لمن ألقى السَّمْعَ ، وتذكِرةٌ للمُـحِبّ .
أخي الذي تقرأ معي هذه الكلمات : ألست معي في أنّ من عرف محمداً، عرف كل خير وحق وجمال ؟ وظفر بكون معنوي كامل قائم بهذا الإنسان الأعظم ؟
ومن شك فليدرس حياته كلها – أقول كلها – بقلب منصف ، وعقل مفتوح ، فلن يبصر فيها إلا ما تهوى العلا ، ولن يجد فيها إلا كرا ئم ا لمعا ني ، وطهر ا لسيرة والسريرة .
أرأيت العطر !! ألا يغنيك استنشاقه في لحظة عن وصفه في كتاب !؟
فإنك ما إن تقرأ كلامه حتى يتصل بك تيار الروح العظيمة التي أودَعت بعض عظمتها في أحاديثها ، فإذا بالقلب يزكو ، والنفس تطيب ، وإذا بأنوار النبوة تمحو عن النفس حجاب الظلمات !
هكذا يخترق كلام النبوة حُجب النفس بعد أن اخترق حجب الزمان .
محظوظون أولئك الذين استطاعوا الرقي إلى عالم النبي ، لأنهم سيشعرون في فضاءات عظمته أنهم عظماء ، فالحياة في ظلال الرسول حياة … وإذا كانت حياة الجسم في الروح ، فإن حياة الروح في سنة و سيرة وحياة الحبيب المصطفى …
لا يمكن الإحاطة بجوانب عظمة النبي محمد إلا إذا أمكن الإحاطة بجميع أطواء الكون ، فلقد كان رسول الله صلىالله عليه وسلم عالَماً في فرد ، فكان بهذا فرداً في العالم..
النبوة إشراق سماوي على الإنسانية ، ليقوّمها في سيرها ، ويجذبها نحو الكمال ..
والنبي من الأنبياء هو الإنسان الكامل الذي يبعثه الله تعالى لتهتدي به خُطا العقل الإنساني في التاريخ ..
لقد كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام النور الذي أشرق في تاريخ الإنسان ، ففيهم تحس صدق النور ، وسر الروعة ، ولطف الجمال الظاهر والباطن …
في طهر سيرتهم ، ونقاء سريرتهم ، وعطر أفكارهم ، ويقظة أفئد تهم ، وفي كل حركاتهم وسكَناتهم تلمس إعجاز النبوة العجيب.. أ ليس الله قد اصطنعهم على عينه ، واختارهم ليـبلغوا رسالته ؟!
لقد كان الأنبياء هم البدء ، ولا بد للبدء من تكملة ، والتكملة بدأت في يوم حراء ، غرّة أيام الدهر ، ففيه تنزلت أنوار الوحي على من استحق بزّة الخاتمية فكان خاتم الأنبياء ، ومن ذا يستحق أن يُختم به الوحي الإلهي غير الصادق الأمين ؟!
الصادق الذي ما كذ ب مرة قط ، لا على نفسه ، ولا على الناس ، ولا على ربه … ومن منا يستطيع أن يكون صادقاً في أقواله وأفعاله ومشاعره ومواقفه مدى الحياة ؟! اللهم لا يطيق هذا سوى الأنبياء … والأمين الذي كان أميناً في كل شيء وكان قبل كل شيء أميناً على عقول الناس ، وأفكار الناس .
كسفت الشمس يوم توفي ولده إبراهيم ، فقالوا : "كُسفت الشمس لموت إبراهيم" لم يستغل رسول الإنسانية الأمين ضعف الناس فيتخذ من هذه الحادثة الاستثنائية دليلاً على صدق نبوته .. فنبوته حق ، والحق قوي بذاته ، والطبيعة لا تتدخل في أحزان الإنسان ، فجاء البيان النبوي الصادق :" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تكسفان لموت أحد" وهيهات أن يقبل الرسول لأصحابه أن يكون الجهل سبباً للإيمان …
لم يشغله حزنه الكبير على وفاة طفله الصغير ، عن تصحيح مفهوم خاطئ عند الناس .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أميناً في تبليغ الرسالة كلها ، فلم يُخف من القرآن المنزل عليه آيـة ، ولو لم يكن نبيـاً لما وجد نا في القرآن سورة (مريم) و(آل عمران) .. لو لم يكن نبياً لكتم آياتٍ كثيرةً من مثل هذه الآية الكريمة : " وإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلى نِسَاء الْعَالَمِينَ "(1). "على نساء العالمين" ! هكذا بهذا الإطلاق الذي رفع السيدة مريم إلى أعلى الآفاق ! أي صدق؟! وأية دلالة على مصدر هذا القرآن وصدق النبي الأميــن ؟ ! ولو لم يكن رســولاً مــن الله ما أظهر هذا القول في هذا المجال بحال ..
إن نبوّة محمد هي نبوّة صدق وأمانة وإيمان ، إنها نبوة تدعو إلى فهم ووعي وهداية ، هداية بالتفكر والتأمل والنظر (فالتفكير يوجب الإسلام والإسلام يوجب التفكير)(2) … (فلا يُخشى على الإسلام من حرية الفكر ، بل يخشى عليه من اعتقال الفكر)(3).
إنها نبوة مبشرة منذرة " إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ " (4)
لا إغراء في هذه النبوة ولا مساومة " قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ "، و إ ن من لا يُصدق هذه ا لنبوة فلن يصدق أي خبر عن الإيمان أ و ا لوجود ، ومن لا ينتفع بعقـله وضميره للإيما ن بهذه ا لنبوة فلن تنفعه كل ا لمعجزا ت .
لقد كان القرآن معجزة الإسلام الأولى ، وكان الرسول بذاته وأخلاقه وسيرته وانتشار دعوته معجزة الإسلام الثانية ، وحُقّ للنفس التي تجمعت فيها نهايات الفضيلة الإنسانية العليا أن تكون معجزة الإنسانية الخالدة .

يقول أســتاذ الفلســفة راما راو : ( إن إلقاء نظرة على شخصية محمد تسمح لنا بالاطلاع على عدد كبير من المشاهد : فهناك محمد الرسول ، ومحمد المجاهد ، ومحمد الحاكم ، ومحمد الخطيب ، ومحمد المصلح ، ومحمد ملجأ الأيتام ، ومحمد محرر العبيد ، ومحمد حامي المرأة ، ومحمد القاضي ، ومحمد العابد لله .. كل هذه الأدوار الرائعة تجعل منه أسوة للإنســانية ) (5)..
ويقول الزيات : "لما بُعث الرسول الكريم بَعث الحرية من قبرها ، وأطلق العقول من أسرها ، وجعل التنافس في ا لخير ، والتعاون على البر ، ثم وصل بين القلوب بالمؤاخاة ، وعدل بين الحقوق بالمساواة .. حتى شعر الضعيف أن جـنــد الله قـوّتــه ، والفقير أن بيت المال ثروتـه !! والوحيد أن المؤمنين جميعـاً إخوتــه .." (6).

" من كتاب ربحت محمدا ولم أخسر المسيح "

-------------------------------
(1) قرآن كريم ، (3 / 42 ) .
(2) (التفكير فريضة إسلامية) الأديب عباس محمود العقاد .
(3) (أبحث عن هوية) الأستاذ عبد الحكيم بحلاق .
(4) قرآن كريم ، ( 7 / 118) .
(5) (محمد نبي الإسلام) د. راما كريشنا راو .
(6) (وحي الرسالة) أحمد حسن الزيات .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://allalom.yoo7.com
 
من كتاب ربحت محمدا ولم أخسر المسيح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علامات الساعة الكبرى: فتنة المسيح الدجال محمود المصرى
» كتاب صحيح مسلم
» تحميل كتاب شرح ابن عقيل
» تحميل كتاب النحو الوافي
» تحميل كتاب سير أعلام النبلاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى التربوي الشامل - علوم بلا حدود :: الفئة الأولى :: منتدى العلوم الإسلامية :: حبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم-
انتقل الى: