مقدمة
التعلم من اولى مجالات علم النفس التي اهتم العلماء بدراستها نظرياً وتجريبياً ، إذ أن معظم التجارب التي أجريت في علم النفس بدءاً من القرن التاسع عشر انصبت على التعليم ، إذ حاول العلماء تفسير عملية التعلم والوصول إلى نظرية مقنعة عن كيفية حدوث التعلم .
لذلك يعد علم النفس التعليمي ( التربوي ) من أكثر فروع علم النفس تطوراً وانتشاراً في العالم لما له من أهمية نظرية وتطبيقية في العملية التربوية وفي مجالات التعلم والتعليم بهدف تحسين العملية التربوية وفهم سلوك المتعلم وتقديم المعرفة له ، وتنمية شخصية من مختلف الجوانب ليكون معلماً ناجحاً وقادراً على الإستفادة من الخبرات التعليمية بأقص طاقة ممكنة له .
وبنظر البعض إلى علم النفس التربوي على أنه الفرع الوسيط بين التربية وعلم النفس لاهتمامه بالجوانب التربوية في الميدان التربوي واعتماده على القوانين و المفاهيم النفسية في مجال علم النفس .
تعريف علم النفس التربوي (Educational Psychology) :
تعاريف علم النفس التربوي متعددة نظراً لتعدد المدارس و الإتجاهات المختلفة التي تناولت هذا العلم .
وبغض النظر عن الاتجاه والمدرسة التي ينتمي إليها التعريف سوف نتناول عدداً من التعاريف المختلفة .
1. علم النفس التربوي : ( هو ذلك العلم الذي يدرس عمليات التعلم والمعرفة والقياس والسلوك الاجتماعي والنمو الإنساني والتكيف الشخصي ) .
2. علم النفس التربوي : ( هو ذلك الميدان من ميادين علم النفس الذي يدرس سلوك الإنسان في المواقف التربوية من خلال تزويدنا بالمعلومات والمبادئ والمفاهيم التي تساعد في فهم عملية التعلم والتعليم ) .
3. علم النفس التربوي : (هو ذلك العلم الذي يدرس التعلم والتعليم والمدرسة وما يرتبط بها من عمليات باستخدام مفاهيم و مبادئ علم النفس ) .
4. علم النفس التربوي : ( هو الدراسة العلمية للسلوك الإنساني في المواقف التربوية أي أنه العلم الذي يربط علم النفس والتربية ) .
5. علم النفس التربوي : ( هو أحد فروع علم النفس النظرية و التطبيقية التي تعني بعملية التعلم والتعليم ) .
6. علم النفس التربوي : ( هو ذلك العلم الذي يدرس مشكلات العملية التربوية و حلها من خلال مفاهيم و مبادئ علم النفس المختلفة ) .
7. علم النفس التربوي : ( هو أحد ميادين علم النفس النظرية والتطبيقية التي تسعى إلى الاستفادة من المفاهيم والمبادئ النفسية وتسخيرها لفهم وتوجيه عملية التعلم والتعليم نحو الأفضل ) .
سؤال :
في ضوء التعريفات السابقة وردت كلمة التعلم والتعليم مراراً . اذكر الفرق بينهما ؟
الإجابة :
1. التعلم (Learniug ) : ( هو تغير نسبي ثابت في سلوك الإنسان ناتج عن تغيرات في ظروف البيئة المحيطة ليست بفعل النضج و المرض كتعلم الكتابة أو نطق كلمة جديدة أو تعلم ركوب الدراجة الهوائية ) .
2. التعليم (Teaching ) : ( هو عملية منظمة تحدث داخل غرفة الصف بهدف إحداث تغييرات هادفة وموجهة في سلوك المتعلم كتعليم الأطفال الجمع والطرح أو استنتاج العبر من قصة تاريخية معينة في درس التاريخ ) .
موضوعات علم النفس التربوي ومجالاته
1. الخصائص النمائية للمتعلم : تركز على دراسة مراحل النمو الإنساني والعوامل المؤثرة في النمو ، والخصائص النمائية لكل مرحلة من مراحل النمو في مجالات النمو المختلفة المعرفية والجسدية والانفعالية ، وتوظيف هذه الخصائص النمائية في عملية التعلم مع مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين في غرفة الصف من أجل تخطيط خبرات التدريس وطرائقها بشل فعال و يتناسب مع قدرات المتعلمين في مراحل النمو المختلفة أي الإفادة من معرفة هذه الخصائص في وضع البرامج و المناهج الملائمة بحيث لا تحمله مالا يطيق وتعطيه الأنواع المختلفة من الخبرات التعليمية في الوقت الناسب عندما تتأكد من نضجه الكافي الذي يمكنه من فهم و استيعاب ما نريد له تعلمه .
2. عملية التعلم : ويتناول دراسة سيكولوجية التعلم وطبيعته و نظرياته و أشكاله و شروطه و العوامل المؤثرة فيه و العوامل التي تساعد على سرعة التعلم فالتدريس الجيد يتطلب فهمماً جيداً لكيفية حدوث التعلم و طرائقه و الظروف التي تضمن حدوثه ، لأن التعلم الفعال يعني حدوث تغيرات فعالة في السلوك الإنساني وفق شروط وظروف بيئية فعالة و موجهة بشكل جيد .
3. دافعية التعلم : توفير الظروف البيئية المناسبة التي تثير اهتمام المتعلم بالموقف التعليمي ، وتحسين إقبال المتعلمين على الدرس بشوق ورغبة عن طريق اسلوب تقديم مادة التعلم و استخدام الوسائل التعليمية و استشارة تفكير الطلبة و غيرها .
4. بيئة التعلم : إن التعلم الفعال يتطلب خلق بيئة تعليمية مناسبة و ذلك من خلال خلق تفاعل ايجابي بين الطلبة و المعلم و المناهج و إدارة المدرسة ، و استخدام الحوافز و جداول التعزيز المناسبة وضبط غرفة الصف و تنظيم عمليات الإتصال فيه .
5. الفروق الفردية بين المتعلمين : على المعلم مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين من حيث اسلوب العرض ومدى صعوبة مادة التعلم و اساليب التعزيز و طرائقه و برامجه .
6. قياس وتقويم عملية التعلم : يعد القياس و التقويم من أهم موضوعات علم النفس التربوي لأنه يتناول قياس مخرجات التعليم و تقويم مدى نجاح عملية التعلم و وضع الخطط الكفيلة بإصلاحها و توجيهها نحو الأفضل و توفير التغذية الراجحة للطلبة و أولياء الأمور حول سير عملية التعلم .
وقد حدد سيفرت و كليفن ( Seifert and Klevein) أربعة مجالات تطبيقية لعلم النفس التربوي كما هو موضح في الجدول أدناه
الشكل (1) جدول توضيحي للمجالات التطبيقية لعلم النفس التربوي و موضوعاتها
المجال الموضوعات
التطور والنمو المعرفي الأخلاقي الجسدي
اللغوي الاجتماعي الانفعالي
التعلم و التعليم التخطيط الصفي - إدارة الصف و ضبطه - تعلم التفكير - نظريات التعلم ( السلوكية و الاجتماعية و المعرفية
و الإنسانية ) .
الدافعية للمتعلم دور الدافعية في التعليم و وظائفها - نظريات الدافعية
( الإنسانية ، الاجتماعية ، المعرفية ، التحليلية ) .
التقويم الاختبارات النهائية - الاختبارات اليومية ( الواجبات ) - التغذية الراجعة للطلبة و الأسرة
اهمية علم النفس التربوي للمعلم
1. تزويد المعلم بالمبادئ و الأسس و النظريات التي تفسر و تتحكم بعملية التعلم و التعليم من أجل فهمها و تطبيقها في غرفة الصف و حل المشكلات التي تواجه المعلم أو المتعلم أثناء ذلك .
و إن كانت هذه الأسس والنظريات لا يمكن تطبيقها في كل المواقف التربوية .
حيث نجد أن أحد المبادئ السيكولوجية قد يصلح لبعض الممارسات التربوية و لا يصلح للبعض الأخر .
2. استبعاد كل ماهو غير صحيح حول عملية التعلم و التعليم و التي تعتمد على ملاحظات غير دقيقة و خاصة التي تعتمد على الخبرات الشخصية و الأحكام الذاتية .
وكذلك اكساب المعلم مهارات البحث العلمي الصحيح التي تساعد على فهم الظواهر التربوية الجديدة و تفسيرها بطريقة علمية .
3. مساعدة المعلم في التعرف على مدخلات عملية التعلم ( خصائص المتعلمين قبل عملية التعلم ) و مخرجاته ( قياس التحصيل و القدرات و الاتجاهات و الميول و غيرها ) .
4. الاستفادة من المبادئ و المفاهيم و النظريات النفسية في مجالات النمو و الدافعية و الذكاء و الذاكرة و التفكير و حل المشكلات لفهم عمليات التعلم و التعليم و توجيهها و تقديم التطبيقات التربوية الصعبة في هذه المجالات .
علاقته بفروع علم النفس
يهتم علم النفس بدراسة السلوك الإنساني في جميع مجالات حياة الإنسان ، بينما يهتم علم النفس التربوي بسلوك الإنسان في المواقف التربوية فقط .
لذلك فإن المعرفة النفسية في مجال علم النفس التربوي تكمل المعرفة العلمية في مجال علم النفس و لا تنسى أن المعرفة في جميع مجالات علم النفس تكمل بعضها البعض فهي متداخلة وتراكمية عبر تاريخ علم النفس .
فعلم النفس التربوي يستفيد من النظريات والمبادئ المتوافرة في فروع علم النفس الأخرى ، كعلم نفس النمو و علم النفس الاجتماعي و علم النفس المعرفي و علم النفس الارشادي و غيرها ، فقد تنبه المختص في علم النفس التربوي إلى ضرورة فهم السلوك التربوي في إطار نمائي و اجتماعي و معرفي و إرشادي .
كذلك فإن فروع علم النفس الأخرى تستفيد من المبادئ و المفاهيم الواردة في علم النفس التربوي و خصوصاً في مجالات التعلم و الدافعية و الذكاء و التفكير و حل المشكلات و غيرها في تفسير وتوجيه السلوك الإنساني في هذه المجالات المختلفة .