عن زيد بن ثابت قال : أمرنى عمر بن الخطاب ليالى طاعون عمواس وكانت القبيلة تموت بأسرها فيرثهم قوم آخرون قال فأمرنى أن أورث الأحياء من الأموات ولا أورث الأموات بعضهم من بعض (البيهقى) [كنز العمال 30492]
أخرجه البيهقى (6/222 ، رقم 12031) .
وقال عروة بن الزبير: لما نزل طاعون عمواس كان أبو عبيدة معافى منه وأهله، فقال: " اللهم، نصيبك في آل أبي عبيدة. قال: فخرجت بأبي عبيدة في خنصره بثرة، فجعل ينظر إليها، فقيل له: إنها ليست بشيء، فقال: إني لأرجو أن يبارك الله فيها، فإنه إذا بارك في القليل كان كثيرا " .
وقال عروة بن رويم: إن أبا عبيدة بن الجراح انطلق يريد الصلاة ببيت المقدس، فأدركه أجله بفحل، فتوفي بها. وقيل: إن قبره ببيسان، وقيل: توفي بعمواس سنة ثمان عشرة، وعمره ثمان وخمسون سنة.
وكان يخضب رأسه ولحيته بالحناء والكتم.
وبين عمواس والرملة أربعة فراسخ مما يلي البيت المقدس، وقد انقرض ولد أبي عبيدة، ولما حضره المنوت استخلف معاذ بن جبل على الناس.
ذكر فتح بيت المقدس وهو إيلياء
في هذه السنة فتح بيت المقدس، وقيل: سنة ست عشرة في ربيع الأول.
وسبب ذلك أنه لما دخل أرطبون إيلياء فتح عمرو غزة، وقيل: كان فتحها في خلافة أبي بكر، ثم فتح سبسطية، وفيها قبر يحيى بن زكرياء، عليه السلام، وفتح نابلس بأمان على الجزية، وفتح مدينة لد، ثم فتح يبنى وعمواس وبيت جبرين، وفتح يافا، وقيل: فتحها معاوية، وفتح عمرو مرج عيون، فلما تم له ذلك أرسل إلى أرطبون رجلا يتكلم بالرومية وقال له: اسمع ما يقول، وكتب معه كتابا، فوصل الرسول ودفع الكتاب إلى أرطبون وعنده وزراؤه، فقال أرطبون: لا يفتح والله عمرو شيئا من فلسطين بعد أجنادين. فقالوا له: من أين علمت هذا؟ فقال: صاحبها رجل صفته كذا وكذا، وذكر صفة عمر. فرجع الرسول إلى عمرو فأخبره الخبر، فكتب إلى عمر بن الخطاب يقول: إني أعالج عدوا شديدا وبلادا قد ادخرت لك، فرأيك. فعلم عمر أن عمرا لم يقل ذلك إلا بشيء سمعه، فسار عمر عن المدينة.
ذكر فرض العطاء وعمل الديوان
وفي سنة خمس عشرة فرض عمر للمسلمين الفروض، ودون الدواوين، وأعطى العطايا على السابقة، وأعطى صفوان بن أمية والحارث بن هشام وسهيل ابن عمرو في أهل الفتح أقل ما أخذ من قبلهم، فامتنعوا من أخذه وقالوا: لا نعترف أن يكون أحد أكرم منا. فقال: إني أعطيتكم على السابقة في الإسلام لا على الأحساب. قالوا: فنعم إذا، وأخذوا، وخرج الحارث وسهيل بأهليهما نحو الشام فلم يزالا مجاهدين حتى أصيبا في بعض تلك الدروب، وقيل: ماتا في طاعون عمواس.
ذكر طاعون عمواس
في هذه السنة كان طاعون عمواس بالشام، فمات فيه أبو عبيدة بن الجراح، وهو أمير الناس، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، والحارث ابن هشام، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن سهيل، وعامر بن غيلان الثقفي، مات وأبوه حي، وتفانى الناس منه.
قال طارق بن شهاب: أتينا أبا موسى في داره بالكوفة نتحدث عنده فقال: لا عليكم أن تحفوا فقد أصيب في الدار إنسان بهذا السقم، ولا عليكم أن تنزهوا من هذه القرية فتخرجوا في فسح بلادكم ونزهها حتى يرفع هذا الوباء، وسأخبركم بما يكره ويتقى، من ذلك أن يظن من خرج أنه لو أقام مات، ويظن من أقام فأصابه لو خرج لم يصبه، فإذا لم يظن المسلم هذا فلا عليه أن يخرج؛ إني كنت مع أبي عبيدة بالشام عام طاعون عمواس، فلما اشتعل الوجع وبلغ ذلك عمر كتب إلى أبي عبيدة ليستخرجه منه: (أن سلام عيك، أما بعد فقد عرضت لي إليك حاجة أريد أن أشافهك فيها، فعزمت عليك إذا أنت نظرت في كتابي هذا ألا تضعه من يدك حتى تقبل إلي). فعرف أبو عبيدة ما أراد فكتب إليه: (يا أمير المؤمنين، قد عرفت حاجتك إلي وإني في جند من المسلمين لا أجد بنفسي رغبة عنهم، فلست أريد فراقهم حتى يقضي الله في وفيهم أمره وقضاءه، فحللني من عزيمتك).
وقال المدائني: مات معاذ بناحية الأردن في طاعون عمواس في سنة ثماني عشرة، وهو بن ثمان وثلاثين.
وقال غيره: كان سنة يوم مات ثلاثا وثلاثين سنة.
وقبر معاذ بغور الشام، بالقرب من قرية القصير من شرقيها معروف هناك، قد زرته غير مرة، وبينه وبين قبر أبي عبيدة نحو مرحلة.
ومنهم يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف، كان أفضل بني سفيان، وكان يقال له يزيد الخير. أسلم يوم فتح مكة، وشهد حنينا، واستعمله أبو بكر رضي الله عنه تعالى عنه وأوصاه، وخرج يشيعه راجلا.
وروى أبو بشر الدولابي: أنه مات سنة تسع عشرة بعد أن افتتح قيسارية.
ومنهم الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، وهو أخو أبي جهل لأبويه.
أسلم بوم الفتح، وحسن إسلامه، وشهد حنينا، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل، وأعطى المؤلفة قلوبهم، ثم خرج إلى الشام ف خلافة عمر رضي الله عنه راغبا في الرباط والجهاط فتبعه أهل مكة يبكون فراقه، فقال: إنها النقلة إلى الله تعالى، وما كنت لأوثر عليكم أحدا، فلم يزل بالشام يجاهد حتى مات في طاعون عمواس.
ومما يستدرك عليه هنا : عمواس هكذا قيده غير واحد وهو بسكون الميم وأورده الجوهري في ع م س وقال طاعون عمواس أول طاعون كان في الإسلام بالشأم ولم يزد على ذلك . وفي العباب : عمواس : كورة من فلسطين وأصحاب الحديث يحركون الميم وإليه ينسب الطعون ويضاف فيقال : طاعون عمواس وكان هذا الطاعون في خلافة سيدنا عمر رضي الله عنه سنة ثماني عشرة ومات فيه جماعة من الصحابة ذكرتهم في كتابي : در السحابة في وفيات الصحابة قال :
رب خرق مثل الهلال وبيضا ... ء حصان بالجزع في عمواس وطالما تردد سؤال بعض العلماء لي فأحيله على القاموس لعلمي بإحاطته فيفتشون فيه ولا يجدونه فيزيد تعجبهم . وقرأت في الروض للسهيلي عن أبي إسحاق أن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه مات في طاعون عمواس قال : هكذا مقيد في النسخة بسكون الميم وقال البكري في كتاب المعجم : من أسماء البقاع : عمواس محركة وهي قرية بالشام عرف الطاعون بها لأنه منها بدأ وقيل : إنما سمي طاعون عمواس لأنه عم وآسى : أي جعل بعض الناس أسوة بعض .
عن سيف عن أبي يحيى التميمي عن أبي ماجد قال قال عمر الكوفة رمح الله وقبة الإسلام وجمجمة العرب يكفون ثغورهم ويمدون الأمصار فقد ضاعت مواريث أهل عمواس فأبدأ بها كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن أبي عثمان وأبي حارثة والربيع بن النعمان قالوا قال عمر ضاعت مواريث الناس بالشأم أبدأ بها فأقسم المواريث وأقيم لهم ما في نفسي ثم أرجع فأتقلب في البلاد وأنبذ إليهم أمري فأتى عمر الشام أربع مرات مرتين في سنة ست عشرة ومرتين في سنة سبع عشرة لم يدخلها في الأولى من الآخرتين
واختلف في خبر طاعون عمواس وفي أي سنة كان فقال ابن أسحاق ما حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عنه قال ثم دخلت سنة ثماني عشرة ففيها كان طاعون عمواس فتفانى فيها الناس فتوفي أبو عبيدة بن الجراح وهو أمير الناس ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وعتبة بن سهيل وأشراف الناس
المصادر:
تاريخ الأمم والملوك، محمد بن جرير الطبري أبو جعفر
الثعالبي ، ثمارالقلوب في المضاف والمنسوب،
ابن الأثير،الكامل في التاريخ،
البري،الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة،
الذهبي، تاريخ الإسلام،
منقول:
http://mustafademes.malware-site.www/emmaus/archive/2008/7/618336.html