قال الله عز وجل: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ "﴿121﴾ البقرة
وقال الله تعالى:" ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ "﴿32﴾ فاطر
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب "(4)
ونقل الامام النووي رحمه الله تعالى في مقدمة " المجموع":
( كان السلف رضي الله عنهم لا يُعلمون الحديث والفقه الا لمن حفظ القرآن ).
1. حفظ القرآن و قراءته سنة متبعة , فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ القرآن الكريم بل وكان يراجعه جبريل عليه السلام في كل سنة. اوصى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصى بكتاب الله. (5)
2. قد يَسَّر الله حفظه ومعناه ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ) سورة القمر:17
أي: سهلنا لفظه، ويسرنا معناه لمن أراده، ليتذكر الناس.(6) كما قال: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ [ ص : 29 ] ، وقال تعالى: فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا [ مريم : 97 ].
قال مجاهد: ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ ) يعني: هَوّنّا قراءته.
وقال السدي: يسرنا تلاوته على الألسن.
وقال الضحاك عن ابن عباس: لولا أن الله يسره على لسان الآدميين، ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله، عز وجل.
وقوله: ( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) أي: فهل من متذكر بهذا القرآن الذي قد يَسَّر الله حفظه ومعناه؟
3. يأتي القرآن يوم القيامة شفيعا لأهله .عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" (7) .
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ".(
4. أن القرآن يرفع صاحبه في الجنة درجات كما في الحديث:" عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" . (9)
5.حافظ القرآن يستحق التوقير والتكريم لما جاء في الحديث :" وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط "(10)
6. منزلة قارئ القرآن، عن أبي موسى الأشعري
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها"(11)
7. الأجر العظيم على قراءة القرآن وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها . لا أقول الم حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف وميم حرف" .(12)
8. حافظ القرآن رفيع المنزلة عالي المكانة ففي الحديث :" عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" .(13)
9. حفظ القرآن رفعة في الدنيا أيضا قبل الآخرة وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين"(14) .
10. حافظ القرآن أحق الناس بإمامة الصلاة التي هي عمود الدين كما في الحديث :" عن أبي مسعود الأنصاري قال:
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه ".(15)
11. أن الغبطة الحقيقية تكون في حفظ القرآن ففي الحديث :"لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار".......الحديث".(16)
12. أن حفظ القرآن وتعلمه خير من الدنيا وما فيها، ففي الحديث :" عن عقبة بن عامر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم فقلنا يا رسول الله نحب ذلك قال أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل ".(17)
13. السكينة تتنزل للقرآن. وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال :
كان رجل يقرأ سورة الكهف وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وجعل فرسه ينفر منها , فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال : تلك السكينة تنزلت للقرآن(18) .
14. قال الشيخ مكّي بن أبي طالب القيسي رحمه الله تعالى:(19)
( فأعظم ما يستشعره المؤمن في فضل تلاوة القرآن أنّه كلام رب العالمين غير مخلوق, كلام ليس كمثله شيء,وصفة من ليس له شبيه ولا ندّ, وكتاب اله العالمين, ووحي خالق السماوات والأرضين, وهو هادي الضالين ومنقذ الهالكين,
ودليل المتحيّرين, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم, وهو السراج المنير, وهو الحق المبين, وهو الصراط المستقيم, فأي فضل بعد هذا؟!.
ورحم الله الامام الشاطبي, اذ يقول:(20)
روى القلب ذكر الله فاستسق مقبلا
ولا تعد روض الذاكرين فتمحلا
وآثر عن الآثارمثراة عذبه
وما مثله للعبد حصنا وموئلا
ومن شغل القرآن عنه لسانه
ينل خير أجر الذاكرين مكمّلا
وما أفضل الأعمال الا افتتاحه
مع الختم حلاّ وارتحالا موصّلا
المصدر: مصطفى دعمس - كتاب الاعجاز العلمي